في عمق الجبال وتحت سطح الأرض..سلاح الجو الأمريكي يشنّ أعنف هجوم نوعي ضد ميليشيا الحوثيين.
الغارات لم تترك شيئاً للصدفة.. فما حدث كان أشبه بـ"ضربة جراحية" دقيقة نفذتها القوات الأمريكية في توقيت واحد على خمسة من أهم المعاقل العسكرية للحوثيين في صعدة والحديدة وعمران والبيضاء وذمار.
لكن الأنظار كلّها اتجهت نحو جزيرة كمران تلك البقعة المعزولة شمال غربي الحديدة تحوّلت فجأة إلى ساحة معركة لا تُشبه أي ساحة أخرى.
أكثر من 15 غارة أمريكية مزّقت المنشآت العسكرية السرية في الجزيرة ودمرت المطار الرملي القديم وأطاحت بمخابئ تحت الأرض ومناطق عُرفت بـ"السلام" و"مهب الريح".. عشرات القتلى والجرحى سقطوا بينهم غواصون وفنيون وضباط تابعون لما يُعرف بـ"كتيبة أبناء كمران".
ووفقاً لمصادر يمنية فإن الضربات كانت موجهة بدقة قاتلة نحو أعماق سرية لم يكن الوصول إليها ممكناً من قبل باستهداف أنفاق داخل الجبال وملاجئ صخرية وأبراج مراقبة ورادارات وكاميرات حرارية متطورة، بالإضافة إلى مراكز اتصالات ومولدات كهرباء و ألغام بحرية وزوارق حربية.
وفي صعدة معقل الحوثيين الرئيس تركزت نحو 13 غارة على مواقع جبلية حصينة ومداخل طوارئ في "آل سالم" و"كتاف" التي كانت تستخدم لإخفاء المعدات وإعادة تموضعها بعد كل ضربة.
وفي محافظة عمران دمّرت ضربات أمريكية خاطفة قواعد عسكرية مستحدثة في مديرية حرف سفيان .. أما في البيضاء فقد أسفرت ثلاث غارات عن قتل ما بين 20 و30 عنصراً حوثياً في منطقة الزاهر.
ولم تسلم محافظة ذمار من نيران الطائرات الأمريكية، حيث تم استهداف مواقع في مديرية "ميفعة عنس" وسط تكتم شديد حول تفاصيل الخسائر.
محللون وخبراء أكدوا أن ضربات بهذه القوة والدقة تحمل رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة دخلت مرحلة جديدة من التصعيد وقررت أن تضرب العمق الاستراتيجي في الجبال وفي الجزر وفي السراديب، لتقويض قدرة الحوثيين على شن أي هجمات في البحر الأحمر والبحر العربي.
فهل ستُجبر هذه الغارات الحوثيين على التراجع.. أم أن المواجهة في طريقها إلى الانفجار الشامل؟
