لا تعرف خريطة أوكرانيا شكلا ثابتا منذ بدء الحرب في فبراير 2022.. فحدودها تتغير يومًا بعد يوم مع تواصل ”سياسة القضم“ الروسية للأراضي على جبهات الحرب الواسعة.
وضمن معادلة الأرقام الحربية، يكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سيطرة بلاده على ما يقارب خمسة آلاف كيلومتر مربع بأوكرانيا في 2025، أي إن المكاسب المحققة منذ مطلع العام تقدر بما يقارب واحد في المئة من مساحة الأراضي الأوكرانية.
وفي سياق ”جردة الحساب“ الروسية يوضح بوتين في اجتماع مع كبار القادة العسكريين في عيد ميلاده الثالث والسبعين أن القوات الأوكرانية تتراجع في جميع قطاعات الجبهة وهو ما جعلها تخسر أكثر من 20 في المئة من مساحة البلاد منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.
الحسبة الرقمية المقدمة من قاطن الكرملين رافقها التأكيد لامتلاك زمام المبادرة والتقليل من أهمية المحاولات الأوكرانية قصف عمق الأراضي الروسية، وفي هذه النقطة تحديدا يرى مطلعون على الملف أن رسالة بوتين تتجاوز حدود كييف لتصل إلى حلفائها في واشنطن وأوروبا مع تزايد التقارير المتعلقة بتزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك وهو ما اعتبرته روسيا خطا أحمر.
ووسط التجاذبات السياسية ونهج ”التهديد والوعيد“ بين جميع الأطراف.. تبقى أوكرانيا الخاصرة الضعيفة في لغة الأرقام والمرآة العاكسة لخريطة لا تعرف طريق الثبات أمام حرب لا تتوقف بل تتوسع.