logo
العالم

بوتين يفعّل "المرحلة صفر".. روسيا تبدأ استعداداتها لحرب محتملة ضد الناتو

الرئيس الروسي فلاديمير بوتينالمصدر: رويترز

أفادت تقارير استخباراتية غربية بأن روسيا دخلت مرحلة جديدة من التحضير العسكري والسياسي قد تمهد لصراع واسع مع حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وبحسب تحليل صادر عن معهد دراسة "الحرب"، في واشنطن، بدأت موسكو ما يصفه الخبراء بـ "المرحلة صفر"، وهي مرحلة أولية من الاستعداد المنهجي للحرب، تشمل إعادة هيكلة القوات المسلحة الروسية، وتصعيد العمليات النفسية والاستفزازات الميدانية ضد دول الحلف، بحسب صحيفة "بليك" السويسرية في نسختها الفرنسية.

ورغم أن هذه التطورات لا تعني حربًا وشيكة، إلا أن مراقبين يرون فيها تحولًا استراتيجيًا مقلقًا يؤشر إلى أن الكرملين يستعد لصراع طويل الأمد مع الغرب، يتجاوز الحرب الدائرة في أوكرانيا.

أخبار ذات علاقة

فلاديمير بوتين

بوتين: روسيا سيطرت على 5 آلاف كيلومتر مربع في أوكرانيا هذا العام

تحذيرات روسية متكررة

ووفقًا للتقرير فإن أحد أبرز مؤشرات "المرحلة صفر" هو تكرار التحذيرات التي تصدرها أجهزة الاستخبارات الخارجية الروسية بشأن عمليات مفترضة "تحت رايات زائفة".

وزعمت موسكو مؤخرًا أن بريطانيا تخطط بالتعاون مع قوات موالية لأوكرانيا لشن هجوم على سفينة مدنية أوكرانية في ميناء أوروبي، بهدف اتهام روسيا بالحادث.

ويرى محللون غربيون أن هذه المزاعم جزء من استراتيجية تضليل إعلامي ونفسي تهدف إلى تهيئة الرأي العام الروسي لتقبل أي تصعيد مستقبلي، وفي الوقت نفسه بث الخوف والانقسام داخل المجتمعات الغربية لتبرير تحركات موسكو اللاحقة.

تصعيد ميداني واستفزازات

وفقًا لمعهد دراسات الحرب الأمريكي، يشمل التحضير الروسي أيضًا تصعيدًا متعمّدًا للاستفزازات العسكرية ضد دول الناتو. فقد تكررت في الأسابيع الأخيرة حوادث اختراق الطائرات الروسية لأجواء دول أوروبية، بالإضافة إلى رصد طائرات مسيّرة مجهولة المصدر فوق أراضٍ تابعة للحلف.

ويرى الخبراء أن هذه التحركات تهدف إلى اختبار جاهزية الناتو وردّ فعله، فضلًا عن إثارة القلق لدى الرأي العام الأوروبي وإضعاف التضامن الداخلي داخل التحالف الغربي.

لكن التقرير يؤكد أن مصدر بعض تلك الطائرات لم يُثبت بعد، وأن التحقيقات لا تزال جارية في عدد من الدول الأوروبية.

إعادة هيكلة عسكرية

ومن بين المؤشرات الأكثر وضوحًا على نوايا موسكو، بحسب التقرير، إعادة تنظيم البنية العسكرية الروسية استعدادًا لاحتمال مواجهة أوسع.

ومن أبرز التحركات التي رصدت: إعادة تقسيم المناطق العسكرية في غرب روسيا لتتناسب مع خط التماس مع دول الناتو، وإنشاء قواعد عسكرية جديدة قرب الحدود الفنلندية بعد انضمام فنلندا إلى الحلف، وتشكيل احتياط استراتيجي جديد داخل الجيش الروسي تحسّبًا لحرب طويلة الأمد.

ويعتبر هذا التطور، بحسب المحللين القائمين على الدراسة، دليلًا على أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يعتزم إنهاء الحرب في أوكرانيا قريبًا، بل يسعى إلى تهيئة روسيا لصراع ممتد مع الغرب يمتد لسنوات.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي في كلمته بمنتدى "فالداي"

بوتين: لا نية لروسيا في مهاجمة الناتو ولن نرضخ لسياسة الإملاءات

رسالة مزدوجة

على الرغم من هذه التحركات، يشدد معهد دراسات الحرب على أنه لا توجد مؤشرات فورية على اندلاع حرب بين روسيا والناتو. لكن ما يجري الآن هو بناء تدريجي لبنية الردع والتعبئة، تهدف إلى إظهار الجاهزية الروسية وفي الوقت ذاته إرباك خصوم موسكو.

ويرى خبراء أن "المرحلة صفر” تجمع بين الإعداد العسكري والتعبئة الدعائية والسياسية، ما يجعلها أداة تأثير استراتيجية بقدر ما هي استعداد للحرب.

يبدو أن الكرملين يعتمد سياسة التحضير تحت الضغط دون تجاوز الخطوط الحمراء — أي إبقاء الغرب في حالة توتر دائم دون الدخول في مواجهة مباشرة.

ويرى محللون أن هذه الاستراتيجية تمنح موسكو مرونة: فهي تستطيع التصعيد أو التراجع حسب الظروف الدولية، دون أن تُتهم رسميًا ببدء الحرب.

ومع ذلك، يحذر مراقبون في الغرب من أن كل خطوة في هذا الاتجاه تقرّب العالم أكثر من صدام محتمل بين روسيا والناتو، حتى وإن كان أحد الطرفين لا يسعى إليه فعليًا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC