بينما كانت الأجواء تشتعل فوق طهران، كانت موسكو تجهّز أوراقها على طاولة السياسة.
بوتين اتصل بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودعا لتهدئة التصعيد والعودة إلى التفاوض حول الملف النووي. لكن، رغم لغة الوساطة، يبدو أن الكرملين لا يملك موقع الحياد.
فموسكو التي أدانت الضربات الإسرائيلية، ووقّعت اتفاقية دفاع مشترك مع طهران، تواجه فتورًا واضحًا في علاقاتها مع تل أبيب، خصوصًا بعد دعم الأخيرة لأوكرانيا.
يرى خبراء أن روسيا قد تؤدي أدوارًا جزئية، كضامن تقني لمنع تصنيع قنبلة نووية، أو كقناة إنسانية للتواصل حول المدنيين أو الرهائن مزدوجي الجنسية.
لكن وساطة شاملة؟ هذا أمر صعب، في ظل معادلة معقدة تتحكم بها واشنطن، وتؤدي فيها إسرائيل دور رأس الحربة في مواجهة النفوذ الروسي الصيني المتصاعد.
روسيا قد تحاول كبح المواجهة... لكن هل تملك فعلاً مفاتيحها؟ وهل تكفي النوايا السياسية لإيقاف قطار التصعيد حين تنطلق أول شرارة؟