" العودة المفاجئة " هكذا وصفت الصحافة العالمية خبر تعيين رشيدة داتي ذات الأصول العربية وزيرة للثقافة في الحكومة الفرنسية الجديدة فمن هي المرأة المسلمة التي فرضت نفسها على المشهد السياسي الفرنسي منذ تسعينيات القرن الماضي؟
رشيدة داتي .. هي أول امرأة مسلمة تتولى منصبا حكوميًا كبيرًا في عام 2007 عندما تم تعيينها وزيرة للعدل خلال رئاسة ساركوزي كما تولت منصب حارس أختام الجمهورية، وفي السنوات الأخيرة لعبت دورًا مؤثرًا في حزب الجمهوريين اليميني.
وُلدت رشيدة في عام 1967 من أب مغربي وأم جزائرية في سان ريميه بمنطقة ساون إيه لوار ونشأت في ظروف مادية صعبة أجبرتها على العمل كمساعدة ممرضة لمواصلة تعليمها، حيث التحقت بالمدرسة الوطنية للقضاء وحصلت على ماجستير في القانون العام وآخر في العلوم الاقتصادية. من القطاع الخاص إلى العام مشوار مهني خاضته رشيدة وتنقلت فيه بين المحاكم الكبرى في فرنسا حتى وصلت إلى الدوائر الحكومية.
وعملت كمستشارة في مكتب وزير الاقتصاد وتدرجت في المناصب حتى عُينت كوزيرة للعدل في حكومة ساركوزي وغادرت المنصب عام 2009 لتتولى بعدها رئاسة بلدية الدائرة السابعة بباريس.
انضمام الوزيرة السابقة واليمينية رشيدة داتي إلى الحكومة الجديدة لم يمر مرور الكرام ويبدو أنها ستواجه عواقب اختياراتها كما قال رئيس حزب الجمهوريين اليميني إريك سيوتي الذي أعلن استبعادها من صفوف الحزب بعد تعيينها وزيرة للثقافة في حكومة ماكرون معللين ذلك بأنها وضعت نفسها خارج عائلة الحزب السياسية.
