بينما يترنّح مسار المفاوضات في غزة على حافة الانهيار.. بدأت إسرائيل تُلوّح بخطة بديلة توصف بأنها الأخطر منذ بداية الحرب.. خطة لا تتحدث فقط عن "مدينة إنسانية" في رفح، بل تتجاوز ذلك نحو سيطرة عسكرية موسّعة على أجزاء كبيرة من القطاع.
القناة 12 الإسرائيلية كشفت أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير قدّم خطة جديدة للقيادة السياسية تنص على توسيع السيطرة الميدانية على الأرض، والتحضير لمعركة أكثر شمولاً في حال لم يتم التوصل لاتفاق يتضمن إنهاء الحرب بعد فترة الـ60 يوماً.
المصادر المقرّبة من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أكدت أن هذه الخطة الجديدة تحظى بدعم سياسي واسع داخل حكومة نتنياهو؛ ما يعني أن إسرائيل تستعد فعلياً لسيناريو الانهيار التام للمفاوضات.
في المقابل تقول القناة، إن الوسطاء من قطر ومصر يضغطون على حماس لتقديم رد سريع على مقترح الهدنة وتبادل الأسرى.. ورغم إشارات إيجابية من قيادة حماس في الدوحة إلا أن صمت الجناح العسكري داخل غزة يثير القلق، وسط اتهامات أميركية لقادة الحركة بـ"العناد" والتشبّث بقضايا ثانوية.
الخطة المثيرة للجدل التي طرحتها إسرائيل سابقاً، وتقوم على إنشاء "مدينة إنسانية" جنوب رفح لاستيعاب مئات الآلاف من الفلسطينيين، تعرضت لانتقادات واسعة داخل إسرائيل وخارجها.. فهذه المدينة التي يُفترض إنشاؤها خلال فترة هدنة تمتد لشهرين باتت اليوم خياراً أقل واقعية مع عودة التصعيد السياسي والعسكري.
وبين شدّ وجذب في المفاوضات وضغط دولي متصاعد واستعدادات إسرائيلية لمرحلة أكثر عنفاً.. كل الخيارات باتت على الطاولة، وسيناريو السيطرة الكاملة على غزة لم يعد مجرد احتمال بعيد.