البحر الأسود يتحوّل إلى مسرح لحرب استراتيجية جديدة. أوكرانيا تأخذ المعركة مباشرة إلى قلب ‘أسطول الظل’ الروسي.
في هجوم نوعي، ضربت الطائرات البحرية الأوكرانية Sea Baby ناقلتي نفط روسيتين، وهما Kairos وVirat، على بعد 28 و35 ميلًا بحريًّا من الساحل التركي، مسببةً انفجارات هائلة وحرائق مستمرة.
الناقلتان كانتا تحاولان التهرب من العقوبات الغربية، لنقل النفط الروسي عبر طرق سرية، تحت أعلام دول ثالثة.
كييف تقول كلمتها لموسكو: خطوط التمويل النفطية لم تعد محمية، وكل سفينة في أسطول الظل هي الآن هدف مباشر.
الفيديوهات المروعة تُظهر النيران السوداء تتصاعد والدخان يغطي البحر، بينما كل من على متن السفن نُقلوا بأمان، 25 شخصًا على Kairos و20 على Virat، لكن السفن خرجت عن الخدمة بشكل كامل.
أسطول الظل الروسي، الذي يُستخدم منذ بداية الحرب في فبراير 2022، يعتمد على سفن قديمة، ويقوم بتحويل النفط سرًّا لتفادي العقوبات، لكنه يكشف الآن بعضا من هشاشته أمام التكنولوجيا الأوكرانية.
وبحسب التقديرات، فإن الأسطول يضم بين 600 و1400 ناقلة، وترفع مصادر أخرى العدد إلى 1800 سفينة، تستخدم أعلامًا زائفة وتوقف أجهزة الإرسال لتفادي التتبع، إلى جانب عمليات تبادل نفط في عرض البحر لإخفاء منشأ الشحنات.
وفي سبتمبر 2025، تم نقل 69% من صادرات النفط الخام الروسي عبر سفن «الظل»، ما ساعد موسكو على الالتفاف على القيود الغربية.
العملية الأوكرانية تريدها كييف ضربة استراتيجية، تقطع تدفق النفط الروسي وتضغط على الاقتصاد الروسي مباشرة، وتُظهر قدرة على الابتكار في الحرب البحرية، بعيدًا عن الحدود البرية.
بعدما كان مجرد ممر نفطي، البحر الأسود يتحول الآن إلى ساحة حرب جديدة. معارك النفط تتغير، وأسطول الظل الروسي لم يعد بعيدًا عن أعين مسيّرات أوكرانيا.