في تحول ميداني يثير الانتباه حركة حماس تبحث عن موطئ قدم جديد بعد النزيف في غزة، فما هو الموقع المختار؟
كشفت مصادر إسرائيلية وسودانية متقاطعة عن تحركات يقودها عبد الفتاح البرهان، قائد قوات بورتسودان، لاحتضان قيادات من حماس وتوفير ملاذ آمن لهم في شرق السودان، وبحسب تقارير فإن تحركات البرهان تشمل خطة متكاملة لإعادة بناء الحركة سياسيًا وعسكريًا، بدفع مباشر من إيران وحركة الإخوان الإسلامية في السودان "الكيزان" المتحالفة مع البرهان.
صحيفة جيروزاليم بوست العبرية قالت في تقريرها إن البرهان بات يُنفذ الأجندة الإيرانية على الأرض، واضعًا السودان على خارطة نفوذ طهران في البحر الأحمر. ووفقًا للتقرير، فإن عناصر حماس الذين من المتوقع ترحيلهم من غزة ضمن تسويات إقليمية مقبلة سيجدون في بورتسودان نقطة انطلاق جديدة محمية باتفاقات مع البرهان تضمن لهم المال والسلاح والمساحة للتحرك.
مصادر سودانية وصفت هذا الترتيب بأنه "صفقة إعادة تموضع"، تعيد إلى الواجهة علاقة حماس القديمة بنظام البشير، حين امتلكت أراضٍ وعقارات ومكاتب داخل السودان، تلك الأصول جُمدت بعد الثورة، لكن البرهان يسعى اليوم لإعادة تفعيلها ضمن تفاهمات يقال إنها قائمة بالفعل مع قادة من حماس.
تحركات البرهان لم تأتِ بمعزل عن سياسته الجديدة في استقطاب المقاتلين الأجانب، من تيغراي إلى الأورطة الشرقية، والآن من حماس ومع الخبرات القتالية التي تملكها الحركة الفلسطينية، في تصنيع الطائرات المسيرة وتكنولوجيا المتفجرات، ترى الصحيفة العبرية أنه من المنطقي أن يراها البرهان ورقة في حربه المستمرة ضد قوات الدعم السريع، فقد برزت قوات بورتسودان كلاعب رئيس في محاولة استقطاب الميليشيات الموالية لإيران مقابل تحقيق مكاسب سياسية ومالية وسط التوترات الإقليمية والتحولات السياسية في المنطقة.