منظومة روسية لا تشبه أي شيء رأيته من قبل، عيونها على السماء، مستعدة لتحويل أي هدف إلى غبار. حتى الأقمار الصناعية لم تعد في منأى عن الاستهداف.
فما هو نظام S-500 الذي أصبح جوهرة الترسانة الروسية؟
وفقا لمجلة "ميليتاري ووتش" هو نظام للدفاع الجوي بعيد المدى، يمتلك قدرة مذهلة على اعتراض أي هدف، سواء كان صاروخاً باليستياً عابراً للقارات في مرحلته النهائية، صاروخاً فرط صوتيّاً، طائرة فضائية، أو حتى قمرًا صناعيًا.
مدى الاشتباك: يصل إلى 500 كيلومتر داخل الغلاف الجوي، أي أكثر من مدى صواريخ S-400 التي اعتُبرت سابقاً الأكثر تقدماً.
تفوق هذا النظام لا يقتصر على المدى فقط، بل على الدقة والسرعة والقدرة على التعامل مع منصات إطلاق متحركة، ما يجعلها منظومة دفاع استراتيجي فريدة على مستوى العالم.
الأربعاء 17 ديسمبر، دخل أول فوج روسي مجهز بالكامل بـ S-500 الخدمة القتالية بعد أربع سنوات من التجارب الجزئية.
التأخير الطويل لم يكن عبثاً، بل نتيجة لاختبارات مكثفة وتجارب تشغيلية في بيئات صعبة، من القطب الشمالي إلى مضيق كيرتش، حيث حمت الجسر الحيوي المربوط بشبه جزيرة القرم.
وفقا لـ"ميليتاري ووتش" هذه المنظومة ليست مجرد سلاح دفاعي، هي عامل ردع استراتيجي.
وبينما كانت S-500 تعتبر وحيدة في فئتها حتى ظهور المنظومة الصينية HQ-29، فإن موسكو تعمل الآن على تصديرها، حيث بدأت الهند محادثات رسمية لشرائها، ضمن منظومة من الصفقات تشمل S-400 وطائرات Su-57 الشبحية.
S-500 هي أكثر من مجرد منظومة صواريخ، إنها رمز القوة الروسية في السماء والفضاء.
وفي الوقت الذي تتسارع فيه التهديدات وتزداد صواريخ السرعة الفائقة، تصبح S-500 بمثابة الدرع الذي يضع روسيا في قلب معادلة الأمن الاستراتيجي العالمي. فمن يسيطر على السماء، يملك الكلمة الأولى في أي حرب قادمة.