في قلب تتارستان الروسية كُشف النقاب عن مصنع عملاق يُنتج آلاف الطائرات المسيّرة من طراز "شاهد" الإيرانية.. في خطوة تكشف مدى تعمّق التحالف العسكري بين موسكو وطهران.
بثّت قناة "زفيزدا" التابعة لوزارة الدفاع الروسية مشاهد حصرية من داخل المنشأة السرية في مدينة ييلابوغا تضمّ طائراتٍ بالجملة والتي أصبحت تُعرف روسياً باسم "غيران-2" في أكبر خط إنتاج من نوعه في البلاد.
هذا المصنع العملاق الواقع على بُعد كيلومترات من مدينة قازان يُعد اليوم بمثابة العمود الفقري في استراتيجية موسكو لتكثيف استخدام الطائرات الانتحارية ضد أهداف أوكرانية ضمن حملة تصعيد تقني غير مسبوقة.
الخطوط الإنتاجية التي ظهرت في التسجيل تعمل على مدار الساعة لتصنيع مسيّرات موجهة لضرب أهداف بعيدة بدقة عالية وهي مُحمّلة برؤوس متفجرة قادرة على اختراق الدفاعات الصاروخية.
المثير أن هذا المشروع ليس سوى البداية.. فبحسب القناة أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الضوء الأخضر لتوسيع نموذج ييلابوغا إلى مناطق روسية أخرى في محاولة لتقليل الاعتماد على استيراد السلاح من طهران واستنساخه بالكامل داخل الأراضي الروسية.
مجلة "نيوزويك" الأمريكية علّقت على هذه الخطوة ووصفتها بأنها "نقلة نوعية خطيرة" في الحرب الروسية الأوكرانية حيث تستخدم موسكو مسيّرات شاهد أو غيران-2 لشن هجمات مكثفة تستهدف إنهاك الدفاعات الجوية الأوكرانية خصوصاً في ساعات الليل مستغلة بطء استجابة الأنظمة الغربية المتطورة والمكلفة.
وتأتي هذه الطفرة العسكرية في سياق اتفاقية شراكة استراتيجية وُقّعت هذا العام بين بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، تمتد لعشرين عاماً وتشمل 47 بنداً من التعاون العسكري والاستخباراتي والطاقة والتكنولوجيا.
وفي مؤشر على فعالية هذه الطائرات استخدمتها إيران مؤخراً في هجوم واسع ضد إسرائيل أطلقت خلاله أكثر من 100 طائرة مسيّرة دفعة واحدة كرسالة ردع عنيفة على الغارات الإسرائيلية.
أما على الجبهة الأوكرانية فقد سجّل معهد دراسة الحرب (ISW) زيادة بنسبة 31% في استخدام روسيا لهذه المسيّرات خلال شهري يونيو ويوليو مع توقعات بأن موسكو قد تصل إلى إطلاق 200 طائرة مسيّرة في ليلة واحدة بحلول نوفمبر 2025 وهو رقم صادم مقارنة بالـ2000 طائرة التي أطلقت على مدار شهر كامل في خريف 2024.