بين هدنة مرتقبة في غزة، واحتمال اندلاع حرب أوسع في المنطقة، يجتمع نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لقاء وصفه مراقبون بأنه الأهم منذ شهور طويلة.
فبينما يسعى ترامب لتثبيت هدنة مؤقتة في غزة تمتد لستين يوما، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو يحمل في جعبته مطلبًا أخطر، يتمثل بضوء أخضر أميركي لضرب إيران مجددًا، الطلب يأتي وسط تصاعد القلق الإسرائيلي من تسارع برنامج إيران النووي، وشكوك عميقة في جدوى الضربات السابقة التي أعلنت واشنطن أنها دمرت معظم البنية التحتية النووية الإيرانية.
لكن هذا الإعلان ذاته، وفق محللين، لم يكن سوى رسالة تحذير تكتيكية، يلوح بها نتنياهو باستخدام القوة مجددا، ويستخدم تصعيد غزة كرافعة لإعادة خلط الأوراق، وإعادة توجيه الأنظار نحو العدو الأهم "طهران".
اللقاء إذًا يتجاوز غزة وهو محاولة لحسم مسارين متناقضين، إنهاء حرب هنا، وبدء حرب هناك، ومن غير المستبعد أن يُنعش ترامب الحرب من جهة، ويُطفئ جبهة من جهة أخرى، تحت ضغط التوترات الإقليمية المتفجرة.
لكن الحقيقة الأكثر خطورة هي أن اللقاء قد يكون الفرصة الأخيرة ليس فقط لإنهاء حرب غزة، بل لمنع المنطقة من الانزلاق إلى مواجهة شاملة، يدفع الجميع ثمنها، سياسيا وعسكريا، فهل يكبح ترامب رغبة نتنياهو في ضرب إيران مجددا؟