في مشهد سياسي لا يخلو من التناقضات أعلن الاتحاد الأوروبي عن تحركين متزامنين يعكسان تعقيد المشهد السوري، ففي الوقت الذي قرر فيه رفع القيود الاقتصادية المفروضة على سوريا، فرض عقوبات جديدة على فصائل مسلحة وشخصيات بارزة اتُّهمت بارتكاب انتهاكات مروعة بحق المدنيين.
أدرج الاتحاد الأوروبي على قائمته السوداء كلاً من محمد حسين الجاسم، المعروف بـ"أبو عمشة" قائد كتيبة "السلطان سليمان شاه"، وسيف بولاد أبو بكر زعيم "فرقة الحمزة". كما شملت العقوبات ثلاثة كيانات: "فرقة السلطان مراد"، و"فرقة الحمزة"، و"كتيبة السلطان سليمان شاه" المعروفة بـ"العمشات".
وبحسب تقارير حقوقية، فإن تلك الفصائل وقادتها متهمون بتنفيذ عمليات قتل تعسفية، تعذيب، وإعدامات ميدانية، في موجة من العنف الطائفي أدت إلى مقتل ما يزيد عن 1700 مدني معظمهم من أبناء الطائفة العلوية، حيث تضمنت العقوبات تجميد الأصول وحظر السفر داخل دول الاتحاد في خطوة قالت بروكسل إنها تأتي رداً على "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" التي وقعت في الساحل السوري.
في بيان للمجلس الأوروبي، أكدت بروكسل أنها "تراقب التطورات عن كثب، وهي مستعدة لفرض مزيد من الإجراءات على كل من يواصل تأجيج الصراع أو ارتكاب انتهاكات بحق المدنيين".