رئيس البرلمان اللبناني: غارات إسرائيل رسالة لمؤتمر باريس وتكريم لاجتماع الميكانيزم
رغم الترحيب العربي والدولي بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في غزة، تظل تساؤلات حيوية قائمة حول كيفية تطبيق هذه الخطة على الأرض.. الخطة تقدم بنودا واضحة على الورق تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجيا، ونزع سلاح حماس، وإعادة إعمار القطاع، وإنشاء هيئة مدنية دولية لإدارة القطاع، لكنها تغفل تفاصيل جوهرية من شأنها أن تحدد نجاح التنفيذ فعليًا.
أول نقاط الخلاف الرئيسة تكمن في سلاح حماس.. هذه النقطة تحديدًا كانت العقبة الأبرز أمام أي اتفاق سابق.. كيف ستتمكن أي جهة من ضمان تسليم الأسلحة فعليًا؟ وما الضمانات لالتزام الفصائل المسلحة بعد ذلك؟ هذا السؤال يبقى بلا إجابة واضحة حتى الآن.
ثاني أوجه الغموض يتعلق بالقوة الدولية المزمع نشرها في القطاع.. تفاصيلها، من حيث عدد الجنود، وصلاحياتهم، وآلية الرقابة، لم تُعلن بعد ما يثير شكوكًا حول قدرتها على فرض الاستقرار أو مراقبة الالتزام بالخطة في بيئة مليئة بالتحديات.
أما الانسحاب الإسرائيلي فهو الآخر غير محدد بدقة وبمدة زمنية.. متى يبدأ وإلى أي نقطة يتراجع الجيش، وكيف ستُدار المناطق العازلة؟.. كل هذه التفاصيل غير واضحة، ما يزيد من صعوبة التنفيذ ويجعل كل مرحلة حساسة للغاية.
ولا يمكن أيضا تجاهل الضغوط الداخلية داخل إسرائيل.. الأحزاب اليمينية المتشددة قد ترفض أي تنازل جوهري، خصوصًا فيما يتعلق بالانسحاب من غزة، ما يجعل خطة ترامب تواجه مقاومة حقيقية قبل أن تبدأ، وربما تهدد استمراريتها بالكامل.
هنا يشير مراقبون إلى أن ما يجعل الخطة عرضة للتعثر هو أنها تطرح عناوين كبرى دون آليات دقيقة للتنفيذ، فمسألة "نزع السلاح" أو "ضمان الاستقرار الدولي" تبدو، بحسب محللين، أهدافا أكثر منها خطوات عملية، ويؤكد بعض الخبراء أن الخطة تُلقي بتفاصيلها على أطراف متعددة: إسرائيل، والفصائل الفلسطينية، والقوة الدولية دون وجود آلية رقابة واضحة أو جدول زمني صارم، وهو ما قد يفتح الباب أمام خروقات أو تفسيرات متباينة لبنودها.
بين التفاؤل المعلن والشكوك العميقة تمثل خطة ترامب فرصة تاريخية لإنهاء الحرب في غزة، لكنها على الأرض قد تواجه سلسلة من الغموض والتعقيدات التي قد تجعل تطبيقها أصعب مما تبدو عليه في البيان الصحفي.