لم تُعرض المقابلة بعد، لكنها أشعلت الجدل. فبمجرّد تسريب خبر تسجيل مقابلة تلفزيونية حصرية مع الرئيس السوري السابق بشار الأسد، انفجرت موجة من الانتقادات الحادة والتساؤلات السياسية والحقوقية.
انقسمت الآراء بين من اعتبر هذا الظهور محاولة مدروسة لإعادة تلميع صورته، ومن رآه مقدّمة لتحوّلات في المعادلة السورية.
اللقاء، الذي يُعتقد أنه صُوِّر في استوديوهات قناة "روسيا اليوم"، لم يُحدَّد بعد موعد بثه، حيث لا يزال رهن موافقة السلطات الروسية، التي تُقيّد تحرّكات الأسد الإعلامية منذ انتقاله إلى موسكو عقب الإطاحة بنظامه.
التسريبات أثارت غضبًا واسعًا، لا سيما من قبل منظمات حقوقية ونشطاء، اعتبروا أن منحه منبرًا إعلاميًا يُعد خطوة استفزازية وتطبيعًا مع شخصية متهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
في المقابل، يرى مراقبون أن توقيت المقابلة ليس عشوائيًا، بل يحمل دلالات سياسية تتجاوز مضمون اللقاء، خاصة تزامنه مع زيارة رسمية لوفد سوري إلى الكرملين، ولقاءات مغلقة مع القيادة الروسية.
ويرجّح بعض المتابعين أن هذا الظهور – في حال تم بثه – سيكون مؤشرًا على تغييرات مرتقبة في المشهد السوري، سواء من حيث تموضع الأسد أو رسائل موسكو للمنطقة.
وسواء بُثت المقابلة أم لا، فإن مجرد الحديث عنها يكشف حجم التعقيد المحيط بالمشهد السوري، ويؤكد أن الأسد لا يزال عنصرًا حاضرًا في الحسابات الإقليمية والدولية، ولو من وراء الكواليس.
فهل يسعى البعض فعلاً لإعادة رسم صورة رجل انتهى سياسياً، أم أن ظهوره مجرد ورقة ضغط في لعبة لم تنتهِ بعد؟.