رغم مرور أيام على إعلان وقف إطلاق النار الهش في السويداء، عادت رائحة البارود إلى الأجواء مع تجدد الاشتباكات في قرى مثل أم الزيتون ومدينة شهبا بريف المحافظة، في خروقات واضحة تهدد بانهيار التفاهمات وعودة المواجهات الشاملة.
المصادر المحلية أكدت أن مجموعات مسلحة من البدو والعشائر عادت لتبادل إطلاق النار مجددا في بعض المناطق والقرى وسط حالة ترقب يرافقها غضب في أوساط العشائر العربية، التي عبرت عن استيائها من ما وصفته بـ"الانسحاب غير المبرر" لبعض البدو من خطوط التماس، وهو ما اعتُبر طعنة في ظهر الاتفاق الأخير، تزامنا مع مطالبات باستمرار المواجهات وعدم انتظار وساطات جديدة.
في صراع الدماء جنوبي سوريا، انحصر الإشكال في الساعات الأخيرة التي أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار بين العشائر وحكومة دمشق، التي أصدرت قرارات بوقف إطلاق النار وانتشرت على الحدود الإدارية للمحافظة لمنع امتداد قوات العشائر لداخلها، فيما لا يزال قرار العشائر باستمرار الحرب يهدد بإعادة فتح شلال دماء لم يمر على إغلاقه غير ساعات، لا سيما بعد إخراج عشرات العوائل البدوية من السويداء على أن تعود إلى منازلها هناك مع استقرار الوضع، الأمر الذي زاد من إصرار العشائر على مواصلة المعركة.
في هذا السياق، تُطرح علامات استفهام حقيقية، فكيف ستتعامل الحكومة السورية مع إصرار العشائر على استكمال القتال رغم الهدنة؟ وهل يعني استمرار الخروقات من الطرف العشائري أن الاتفاق لم يعد ملزما لأحد؟ وإلى أي مدى يمكن أن يقود ذلك إلى تفكك السيطرة المركزية واشتعال جبهات جديدة في الجنوب؟