قد تبدو رفرفة جناح الفراشة حدثًا بسيطًا، لكنه في نظر العلم قد تكون الشرارة التي ربما تخلق إعصارًا في مكان آخر من العالم.
هذا هو جوهر "أثر الفراشة"؛ الفكرة التي يتبناها معرض ابتكارات الحكومات الخلّاقة ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، ليؤكد أن القرارات الصغيرة والمبادرات المبتكرة التي نتخذها اليوم يمكن أن تصنع تأثيرًا واسع النطاق في المستقبل.
من الأمن الغذائي إلى الاستدامة البيئية، ومن إدارة الأزمات إلى استخدام الذكاء الاصطناعي،
يجمع المعرض عشرة من أكثر الابتكارات الحكومية إبداعًا من 19 دولة حول العالم لتكشف كيف يمكن للحلول المبتكرة أن تعيد تشكيل حياة المجتمعات وتضع الأسس لعالم أكثر مرونة واستدامة.
فهل يمكن لنموذج رقمي أن يحمي إمدادات الغذاء العالمية؟ وهل يمكن لخوذة دراجة نارية أن تحدث ثورة في قطاع الزراعة؟
من خلال رحلة تفاعلية مثيرة يقدّم المعرض رؤى ملهمة حول كيف يمكن لقرار ذكي أن يخلق سلسلة من التغييرات الإيجابية تمامًا كرفرفة جناح الفراشة التي قد تغيّر مجرى الأحداث في العالم بأسره.
من بين الابتكارات البارزة "التوأم الرقمي للأغذية" من الولايات المتحدة، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لمواجهة تحديات الأمن الغذائي، و"خوذ رصد المحاصيل" التي توفر بيانات دقيقة لدعم المزارعين في كينيا وزامبيا وأوغندا.
كما عرض المعرض مبادرات بيئية مثل "تعهد بالاو" أول تأشيرة سياحية تحافظ على البيئة، و"حراس المياه" في بولندا الذي يستخدم المحار لمراقبة جودة المياه.. وفي الاستجابة للأزمات قدمت إيطاليا منصة لإدارة المتطوعين، بينما استلهمت أستراليا نموذج "عين اليعسوب" لتعزيز صنع القرار الحكومي.
سلّط المعرض الضوء أيضًا على حلول مرنة في التخطيط الحضري من كوريا والمملكة المتحدة، ونموذج "اقتصاد الاستهلاك المنزلي" الذي يحلل أنماط الشراء عبر الثلاجات.. كما قدمت الكاميرون نظامًا فريدًا لتقاسم المنافع الجينية، فيما طبّقت هولندا منهج "الاستثناء هو القاعدة" لتبسيط الإجراءات البيروقراطية.
يؤكد المعرض أن الابتكار الحكومي ليس خيارًا بل ضرورة لمستقبل مزدهر وأكثر استدامة.