تتحرك بصمت لكن بسرعة قد تكون غير مسبوقة، فالهدوء الظاهر الذي أعقب حرب الاثني عشر يوما يخفي وراءه تحركات عسكرية متسارعة تحسبا لحرب جديدة مع إسرائيل.. فما الذي تخطط له طهران؟.
تؤكد تقارير أن طهران دخلت في مباحثات متقدمة مع موسكو وبكين للحصول على منظومات دفاع جوي بعيدة ومتوسطة المدى، تشمل نسخًا مطورة من "إس-400" و"HQ-9"، إلى جانب مقاتلات حديثة مثل "سو-35" و"جي-10" بهدف إنشاء مظلة دفاعية أكثر صلابة حول منشآتها النووية والعسكرية، أما على الأرض فتعيد إيران تفعيل منظومات مثل "باور-373" و"خرداد-15" و"سوم خرداد"، مع تشغيل موسع لـ"إس-300".
ورغم التقييمات الغربية التي تشير إلى أن الشبكة لا تزال متقطعة وغير متكاملة إلا أن طهران تسابق الزمن لتحسين الربط بين الرادارات والاعتماد على منصات متحركة، إضافة إلى البحث عن منظومات أحدث من روسيا والصين وإعادة ملء مخزونها من الصواريخ الباليستية والمتوسطة المدى..
وبالطبع فإن تحركات الداخل لا تنفصل عن التحركات في الخارج بل تترافق مع تفعيل خلايا استخبارية داخل إسرائيل لجمع بنك أهداف جديد يشمل القواعد الجوية ومراكز القيادة المرشحة للاستهداف.. لكن يا ترى هل تقف إسرائيل صامتة أمام كل هذه التحركات؟.
إسرائيل تستعد لجولة "أطول وأكثر اتساعًا" وفق تقديرات أمنية عبرية، فالمؤسسة العسكرية تتعامل مع ما جرى في يونيو باعتباره "المرحلة الأولى" فقط، وتعمل على تنسيق دفاعاتها وتطوير اعتراضات أكثر فاعلية للصواريخ والمسيرات.
الخبراء يرون أن المعركة المقبلة إن اشتعلت ستتركز في ثلاثة مسارات: الصواريخ الباليستية الإيرانية، الطبقات الدفاعية الإسرائيلية، وحرب المسيرات التي تسعى طهران إلى تحسين سرعتها وقدرتها على التشويش، مع الاعتماد على هجمات "التشبع" لفتح ثغرات في الدفاعات وإلى جانب ذلك، توسع إيران قدراتها السيبرانية، فيما تكثف إسرائيل عملياتها السرية داخل العمق الإيراني.
جميع هذه المؤشرات تدفع باتجاه سيناريو حرب جديدة، أكثر طولًا وتدرجًا، تمتد على جولات متقطعة، كما أن احتمال تمددها إلى جبهات لبنان واليمن والعراق يبدو أعلى من السابق كما يرى مراقبون..