شبح جديد يلوح في سماء كرة القدم، بعد تصاعد ملحوظ في حالات اللاعبين الشباب الذين تعرضوا له، وهو إصابات ألم العانة، المعروفة باسم "الفتق الرياضي". الذي طال أبرز المواهب الصاعدة، من بينهم لامين جمال نجم برشلونة، ونيكو وليامز لاعب أتلتيك بيلباو، وفرانكو ماستانتونو لاعب ريال مدريد.
عادة ما تظهر هذه الإصابات خلال الأشهر الأولى من الموسم، ويعزى سببها إلى تعرض أجسام اللاعبين لمجهود يتجاوز قدرة عضلاتهم على التحمل، خاصة مع الجداول المزدحمة للمباريات المحلية والدولية، وقلة فترات الراحة والتأهيل.
إصابات ألم العانة تؤدي إلى تقليل قدرات اللاعب الحركية والتسديدية بنسبة تصل إلى خمسين في المئة، مع احتمالية تحولها إلى حالة مزمنة مع الوقت، لا سيما في ظروف الشتاء والرطوبة العالية بالملاعب.
في الماضي كان الحل الجراحي الخيار الأكثر شيوعا، لكن طول فترة التعافي دفع الأطباء اليوم للاعتماد على طرق تحفظية مثل تقنية "الراديو فركوينسي"، والعلاج الطبيعي، والإبر الجافة، لتسريع الشفاء وتجنب العمليات، كما حدث مع لامين يامال وماستانتونو ونيكو وليامز.
أثارت هذه الإصابات توترا بين الأندية والمنتخبات الوطنية، فالأندية تسعى لحماية لاعبيها كونهم استثماراتها الأساسية، بينما يسعى اللاعبون لتمثيل منتخباتهم. فقد تم استبعاد لامين يامال من صفوف منتخب إسبانيا قبل مواجهتي جورجيا وتركيا بسبب تدخل طبي عاجل، في حين غاب ماستانتونو عن قائمة منتخب الأرجنتين.
إصابات ألم العانة أصبحت تحديا كبيرا للاعبي كرة القدم الشباب، الذين يجدون صعوبة في الموازنة بين طموحاتهم الاحترافية والمخاطر البدنية المتزايدة في عالم كرة القدم الحديثة.
