لقد فشلت مغامرة نظام كييف بشكل كامل، وتكبد العدو خسائر هائلة رغم الجاهزية والتدريب الذي حصل عليهما للقتال بالمعدات الغربية، هكذا هنأ بوتين جيشه بتحرير مقاطعة كورسك بالكامل واستعادتها كأرض روسية.
منذ يوم الهجوم الأول على كورسك أغلقت موسكو أي باب للتفاوض فيما اعتبرته تعديا على خط أحمر روسي وبمساعدة الغرب عسكريا، إذ تمتاز المقاطعة برمزية تاريخية بالنسبة لروسيا، فضلا عن أهميتها بسبب احتوائها على محطة كورسك للطاقة النووية، ما سيجعل استعادتها نقطة تحول استراتيجية في مسار الحرب مع أوكرانيا.
ويأتي كلام بويتن بعد ساعات من اجتماع للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في الكرملين، قال عنه ترامب إنه كان إيجابيا وجيدا، في وقت تصل فيه الحرب الروسية الأوكرانية وفق مراقبين لنقطة النهاية باتفاق أمريكي روسي سيسمح لموسكو بالاحتفاظ بالمناطق التي سيطرت عليها بأوكرانيا. تمثل استعادة كورسك ضربة عسكرية ومعنوية لأوكرانيا، وترسخ النفوذ الروسي في عمق الحدود، كما أنها ستسحب من يدي كييف ورقة تفاوض هامة لأي اتفاق مستقبلي، في وقت لا تبدو فيه أوكرانيا قادرة على فتح النار في جبهات أخرى، كزابوروجيا أو خيرسون جنوبا، أو حتى استهداف العمق الروسي.
ووفق مراقبين، فإنه ليس أمام زيلنسكي غير تصعيد الحدث إعلاميا على أنه مخطط روسي لدولة لا تنوي وقف الحرب، بل توسعها، وزيادة الضغط على الغرب لمده بمزيد من الدعم التسليحي وعلى مستوى المواقف السياسية في أي مفاوضات.
