هل اقترب تقسيم أوكرانيا؟ ربّما، فما كان مُحرّماً عند كييف صار محلّ تفاوض.
مؤشرات جيوسياسية تؤكد اشتداد الزحف الروسي، فيما أوكرانيا التي تخسر مجدداً الرهان على حلف شمال الأطلسي، مضطرة للتفاوض على التقسيم.
ومع إصرار لا يقبل النقاش، تقول روسيا إن المقاطعات الأربع دونيتسك، لوهانسك، زابوريجيا، وخيرسون، أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من أراضيها، مستندة إلى تصريحات زعيمها، فلاديمير بوتين، أن انسحاب القوات الأوكرانية من هذه المناطق والتخلّي عن مساعي الانضمام إلى حلف الناتو، هما الشرطان الأساسيان لوقف إطلاق النار، وبدء المفاوضات.
مرة أخرى يجد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، نفسه أمام الواقع الذي يبدو قادماً لا محالة، وهو اقتطاع المقاطعات أو التقسيم على الطريقة الألمانية التي جرى عقب الحرب العالمية الثانية، كما يرجّح خبراء.
ومرة تلو مرة، يبتعد حلم زيلينسكي بانضمام بلاده إلى الناتو، حتى بعد التقسيم، مع تلويح روسيا استعدادها دفع "أي ثمن" مقابل منع الخطوة التي تعتبرها تهديداً مباشراً لأمنها القومي.
تنازلات مؤلمة يبدو أن كييف ستضطرّ إلى تقديمها، بعد الوقائع الصعبة على الأرض، والحياد الأمريكي شبه المعلن، والوضع التفاوضي الذي كانت إسطنبول شاهدةً على ضعفه.