هل يمكن توجيه ضربة مدمرة لأسطول جوي نووي بعيد المدى من دون إطلاق صواريخ من الجو؟.. الإجابة نعم إذا كانت أوكرانيا تخطط وتنفذ.
في مشهد يُعيد تعريف مفهوم "الضربة القاتلة"، نفّذت كييف واحدة من أعنف الهجمات الجوية غير المسبوقة ضد العمق الروسي. الهجوم الذي أُطلق عليه اسم "شبكة العنكبوت" دمّر أكثر من 40 طائرة حربية روسية، في ما وُصف بأنه "مجزرة الطائرات" الأضخم منذ بداية الحرب.
لكن ما لا يعرفه كثيرون أن هذه العملية الجريئة لم تكن وليدة اللحظة، بل ثمرة 18 شهرا من التخطيط الاستخباراتي المحكم.
صحيفة "وول ستريت جورنال" كشفت تفاصيل صادمة، طائرات مسيّرة رباعية المراوح أُدخلت خلسة إلى الداخل الروسي، وحاويات خشبية تم تهريبها واستخدمت لإخفاء تلك الطائرات، وعندما حان موعد الهجوم، فُتحت الأغطية عن بُعد، لتنطلق أسراب الدرونز كقنابل طائرة، تنقضّ على أهدافها في قواعد "بيلايا"، "إيفانوفو"، "دياجيليفو"، و"أولينيا".
المحصّلة؟ خسائر موجعة في أسطول موسكو من القاذفات البعيدة المدى، بعضها لا يُنتَج اليوم مثل طائرات Tu-95M وTu-22M3، ما يعني أن الضرر شبه دائم، وهذا ما أكده المحلل العسكري جورج باروس حين قال: "قتل الرماة أفضل من اعتراض السهام.. وكييف فعلت الاثنين معا".
هذه الطائرات كانت جزءا أساسيا من قدرة روسيا على قصف العمق الأوكراني، وركيزة من ركائز ترسانتها النووية.. خسارتها بهذا الشكل لا تضعف الذراع الجوية فقط، بل تُربك توازن الردع، فقد تضرّر العمود الفقري للهجمات بعيدة المدى، وباتت موسكو أمام تهديد غير مسبوق في عمقها، داخل مجال كانت تعتبره محصنا بالكامل.. إنها ليست مجرد عملية عسكرية.. بل نقطة تحوّل تُعيد رسم ملامح الحرب الجوية.