ذهب خبراء إلى أن الزيارة التي أجرتها قيادات من حركة حماس إلى العاصمة طهران، تحمل إشارات برغبة الحركة في إحياء المحور الذي تقوده إيران، وأن ذلك بمثابة رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن طهران باستقبال قيادات "حماس" الذي وصف على أنه "استدعاء"، تحاول إشهار ورقة الحركة على أنها صورة "نصر" بأن هذا المحور مازال قائما، بهدف تحسين شروط التفاوض مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمباحثات الخاصة بـ"العقوبات" وبرنامجها النووي.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي استقبل مؤخرا وفدا من قيادة حركة حماس الفلسطينية، ترأسه القائم بأعمال رئيس الحركة، خليل الحية، ورئيس مجلس الشورى، محمد درويش، والقيادي البارز في الحركة.نزار عوض الله.
استمرار خيار الحرب
وترى الباحثة السياسية الفلسطينية، الدكتورة تمارا حداد، أن هذه الزيارة وما خرج من صور عنها، تشير إلى أن حركة حماس متجهة نحو استمرار خيار الحرب، وأنها لم تخرج بأي عبر أو دروس مما جرى من دمار في غزة.
وتوضح حداد في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذه الزيارة تحمل إشارات منها رغبة "حماس" مع طهران في إحياء "المحور" الذي تقوده، في مشهد وكأنه يحمل رسالة إلى الولايات المتحدة بأن "المحور" مازال موجودا على أرض الواقع، على الرغم مما لحق بـ"حماس" وأذرع إيران في المنطقة.
وتابعت حداد بأن إيران ترى أن بيدها ورقة تريد استغلالها في التعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي "حماس"، وذلك بهدف تحسين شروط التفاوض مع الولايات المتحدة، فيما يتعلق بالمباحثات الخاصة بـ"العقوبات" وبرنامجها النووي، لافتة إلى الانعكاسات السلبية لذلك على مدى إتمام المراحل الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهي مراحل أكثر صعوبة في ظل ما تحمل من استحقاق انسحاب إسرائيل من القطاع وإعادة الإعمار.
وأردفت بأن هذا سيُستغل بشكل مباشر من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ويستثمر صورة "حماس مع الإيرانيين في طهران"، لتحفيز ترامب إلى عدم تنفيذ بقية المراحل، في ظل ما وضح بذلك من رغبة "حماس" بالسير على النهج الاستعراضي نفسه؛ الأمر الذي يقدم أيضا الفرصة لـ"نتنياهو" لاستكمال الحرب والقتال، ليكون المتضرر الأكبر هم المدنيون الفلسطينيون.
ورقة للمقايضة
فيما يقول الخبير في الشأن الإيراني، الدكتور محمد المذحجي، إن طهران باستقبال وفد من حركة حماس بهذا الشكل، تقدم مشهدا استعراضيا لن يرتقي إلى مستوى ورقة للمقايضة مع إدارة ترامب على دائرة المفاوضات السرية الدائرة بين إيران والولايات المتحدة.
وبين المذحجي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن طهران في الوقت الحالي تحاول إشهار هذه الورقة التي وصفها بـ"المحروقة" المتمثلة في "حماس" على أنها صورة نصر وقوة، على الرغم من إدراك المسؤولين أنها ليست ذات جدوى.
وذكر المذحجي أن طهران "المنقسمة" تسعى من خلال هذه الصورة، للترويج إلى أن أذرعها في المنطقة مازالت حاضرة والإدعاء أن محورها هو المنتصر، للحصول على أي قدر من المكاسب، حتى تستطيع من جهة أخرى، إسكات التيارات المعارضة بالداخل للمفاوضات مع واشنطن، التي تريد التوافق مع الصين على حساب الولايات المتحدة.
واستكمل المذحجي أن إدارة ترامب لن تشتري مثل هذه الأوراق غير الفعالة في أي مفاوضات سرية أو معلنة مع طهران؛ لأن ما يهمها أكثر موقف "الحرس الثوري" من هذه المفاوضات حتى تكون ذات جدوى.
