للمرة الأولى، ودون وجود مقاتل واحد على الأرض، أوكرانيا تشن هجومها الأول على القوات الروسية بجيش من الروبوتات بالقرب من قرية ليبستي شمال خاركوف، في عملية سلّطت وسائل الإعلام الغربية الضوء على تفاصيلها..
عشرات المركبات المزودة بمدافع رشاشة وروبوتات متفجرة أحادية الاتجاه على الأرض، وروبوتات لزرع الألغام، إضافة إلى طائرات دون طيار انتحارية من طراز FPV، وأخرى للمراقبة الجوية، كل ذلك يتم التحكم فيه عن بعد في معركة تسجل غيابًا للعنصر البشري على الأرض، وتترك التنفيذ والهجوم لروبوتات مطيعة على الخطوط الأمامية، حيث تسعى كييف إلى التغلب على النقص الحاد في القوى العاملة، لذلك وضعت قواتها المسلحة ثقتها في كثير من الأحيان في الروبوتات المسلحة التجريبية في محاولة لتغيير مجرى الحرب، إذ يقول أحد الجنرالات في اوكرانيا، إن الحرب سوف تُحسم من قبل الجانب الذي يستطيع الابتكار ونشر التقنيات الجديدة بشكل أسرع..
إن الهجوم الذي شنته فرقة الحرس الوطني الثالثة عشرة هو أول مثال على مناورة بأسلحة مشتركة تستخدم فيها الروبوتات فقط، حيث أظهرت اللقطات التي تم نشرها على حسابات تابعة للواء الحرس الوطني الأوكراني طيارين داخل مركز قيادة يتم من خلاله تشغيل المركبات الأرضية أو الروبوتات، وعرضت بضع شاشات بثًّا مباشرًا لساحة المعركة، عبر كاميرات مثبتة على الطائرات دون طيار أو المركبات الأرضية؛ ما أتاح للأوكرانيين القتال من مكان آمن داخل مخبئهم يشبه وحدات التحكم التي قد نجدها في الألعاب القتالية، هكذا قالت صحيفة التلغراف البريطانية التي ورد في تقريرها حول المعركة أنه لم يتم التحقق بشكل مستقل من مزاعم أوكرانيا حول نجاح العملية..
ورغم وصف وسائل الإعلام لتلك العملية بالإنجاز، فإنها اعترفت بشكل ضمني بأنها علامة مُقلقة على ضعف القوات الأوكرانية، بالنظر إلى عدد القوات الروسية الذي يفوق نظيرتها الأوكرانية، حيث يتولى اللواء مسؤولية الدفاع عن نحو 5 أميال من خط المواجهة بالقرب هليبوك، وهي بلدة تسيطر عليها روسيا في منطقة خاركوف، ولدى روسيا 4 أفواج تحاول التقدم في المنطقة؛ ما يعني أن أوكرانيا تواجه نحو 6 آلاف جندي بألفي رجل فقط، إضافة إلى أن الروبوتات لا تتقن الصمود رغم كفاءتها في المراقبة والهجوم، فاليقظة المستمرة تصبح بمرور الوقت أمرًا صعبًا بالنسبة للمشغل البشري الذي يراقب المعركة عن بعد..
