بشاربه الشهير وسرواله الأصفر اللامع وشخصيته الكاريزمية التي لا تُخطئها عين، لم يكن هالك هوغان مجرد مصارع فوق الحلبة، بل حالة استثنائية عاشتها أمريكا وامتد تأثيرها إلى كل من عشق المصارعة الحرة حول العالم. كان صوته، حضوره، حركته الشهيرة بتمزيق القميص أمام الجماهير، جزءًا من نسيج ثقافة كاملة تشكلت في الثمانينيات والتسعينيات.
لكن الزمن قرر أن يطوي صفحة أحد أعظم أساطير الحلبة، فقد رحل هالك هوغان، أو كما يُعرف خارج الحلبة باسم تيري بوليا، عن عمر ناهز 71 عامًا، وجاءت وفاته بعد أسابيع من القلق المتزايد حول وضعه الصحي، خاصة بعد ظهوره الأخير في مقابلة تلفزيونية مطلع مايو الماضي، بدا فيها متعباً خلال ترويجه لدوري المصارعة الجديد "Real American Freestyle". وفيما حاول محبوه التمسك بالأمل، جاءت النهاية فجأة، وتحدثت تقارير إعلامية عن إصابته بنوبة قلبية.
صعد نجم هوغان في زمن كانت فيه المصارعة جزءًا من الترفيه العائلي، ونجح في أن يجعل من نفسه أيقونة، سواء من خلال بطولاته فقد توج ببطولة WWE ست مرات، وكان أول من يفوز بمباراة "رويال رامبل" مرتين متتاليتين، أو من خلال حضوره الفني في السينما والإعلانات، ليصبح وجهًا من وجوه البوب كالتشر الأميركي.
حتى خارج الحلبة، ظل هوغان رمزاً للصمود والحماس، لدرجة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نعاه بكلمات مؤثرة قائلاً:
"فقدنا صديقاً عزيزاً… كان هالك هوغان تجسيداً حقيقياً لشعار: لنجعل أمريكا عظيمة من جديد". ربما طويت صفحة "ذا هالكستر"، لكن صدى صوته، حضوره الطاغي، وكلماته البسيطة ستظل حاضرة:
"استيقظت وأدركت أن الحياة رائعة، والناس مذهلون، وأن الحياة تستحق أن تُعاش".