في صمتٍ مريب وعلى ارتفاعات شاهقة..عادت طائرات التجسس الأمريكية المتطورة من طراز MQ-4C للتحليق فوق الأجواء الإيرانية ومياه الخليج العربي وبحر عُمان..
هذه الطائرات التي تُوصف بـ"العيون الطائرة" لا تعود عبثاً.. فهل تسعى واشنطن هذه المرة لتصحيح "ضربة لم تكتمل" أم أن الأمر يتجاوز ذلك؟.
رادارات الملاحة الجوية رصدت مؤخراً تحليق طائرات التجسس الأمريكية المخصّصة لجمع معلومات استخبارية عالية الدقة في توقيت مثير للريبة وذلك بعد انتهاء التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب.
ما فاقم التوتر أكثر هو وثيقة استخباراتية مسرّبة كشفت أن الضربة الأمريكية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية لم تُحقق هدفها إذ لم تُدمّر المنشآت بشكل كامل كما كان مخططاً.. هذا الفشل المزعوم أعاد واشنطن إلى مربع المراقبة المكثّفة تمهيداً ربما لـ"ضربة قاضية" ثانية.
اللافت أن صوراً التُقطت بالأقمار الصناعية بتاريخ 26 يونيو أظهرت نشاط حفر غير اعتيادي حول منشأة فوردو النووية شديدة التحصين؛ ما يعزز فرضية أن الأضرار التي لحقت بها كانت سطحية وأن إيران بدأت عمليات ترميم عاجلة في محاولة لإخفاء آثار الضربة.
تزامناً مع هذه التحركات صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهجته مؤكداً أن "تدمير البرنامج النووي الإيراني أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل"، في إشارة إلى دعم محتمل لضربة أمريكية ثانية أو حتى حملة عسكرية مشتركة.
في المقابل صعّدت طهران من لهجتها وإجراءاتها، حيث علّقت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنعت نصب الكاميرات في منشآتها كما أغلقت أبوابها أمام مفتشي الوكالة، ما يشير إلى مخاوف جدية من تصعيد مقبل.
ورغم الإعلان المفاجئ عن اتفاق وقف إطلاق نار "شفهي" بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين إيران وإسرائيل فإنّ القلق ما زال يُخيّم على الشرق الأوسط خصوصاً أن الاتفاق لم يُوثّق رسمياً ولم يتضمن آليات تنفيذ أو رقابة.
