في العلن، وللمرة الأولى منذ ربع قرن، كسر الزعيم الروسي، فلاديمير بوتين، أعظم محظوراته السياسية، وهو التطرّق لليوم التالي من عهده الذي بدأ عام 1999، طارحًا مسألة خلافته في تصريح نادر.
"أفكّر دومًا فيمن سيخلفني في الحكم"، هذا ما قاله الزعيم الروسي صاحب أطول فترة خدمة على رأس الكرملين منذ جوزيف ستالين.
بوتين الذي سيكمل في أكتوبر القادم الـ73 عامًا، أكد في تصريحات للتلفزيون الروسي، أنه يجب أن يكون هناك شخص أو أشخاص يتنافسون على خلافته، نائيًا بنفسه عن تحديد من سيخلفه، معتبرًا أن هذا يعود إلى الشعب.
ولا يوجد خليفة واضح لبوتين، لكن بموجب الدستور الروسي يتولى رئيس الوزراء السلطات الرئاسية، إذا أصبح الرئيس غير قادر على أداء مهامه.
ومنذ صعوده المفاجئ إلى قمة السلطة في روسيا عام 1999، حين تسلم الرئاسة من سلفه، بوريس يلتسن، هيمن بوتين على الحياة السياسية في البلاد، إذ شغل منصب الرئيس من 1999 حتى 2008، ثم أصبح رئيسًا للوزراء حتى 2012، ليعود بعدها إلى الكرملين حتى اليوم.
وبدأت الولاية الرئاسية السادسة لبوتين، والرابعة بحسب العدّ الدستوري بعد التعديلات، في الـ7 من مايو 2024، ومن المفترض أن تنتهي في مايو 2030، أي عندما يكون في الثامنة والسبعين من عمره.
ورغم أنه لا يوجد ما يمنع بوتين من الترشح مجددًا، بحسب التعديلات الدستورية الأخيرة، فإن مراقبين يعتبرون طرح الزعيم الروسي لمسألة خلافته علنًا، يعكس أبعادًا استراتيجية عميقة توحي بمرحلة انتقالية يجري التحضير لها بدقة وهدوء داخل مؤسسات الدولة الروسية.
