أوكرانيا.. الليل هنا ليس مجرد غياب للشمس، هو معركة متجددة ضد الظلام والبرد القارس الذي يزداد مع اقتراب الشتاء.
السماء تمطر صواريخ وطائرات مسيرة، والمدن تواجه انقطاعات كهربائية مستمرة. من خاركيف إلى بولتافا، يعيش الملايين ساعة بعد ساعة تحت تهديد دائم، بينما يحاولون الصمود وسط الظلام وغياب التدفئة.
ليلة السبت كانت الأصعب منذ بداية الحرب: أكثر من 450 طائرة مسيرة و45 صاروخا استهدفت قلب البنية التحتية للطاقة، وفق نائب وزير الطاقة الأوكراني أرتم نيكراسوڤ.
شبكات الكهرباء تنهار، محطات الطاقة مدمرة، والمدن تغرق في العتمة. في خاركيف وسومي وبولتافا، انطفأت الأضواء، توقفت المصانع عن العمل، وعاش السكان ساعات طويلة من الحرمان.
كل إصلاح يبدو كسباق مع الزمن وسط هجمات مستمرة وضربات تشل محطات الإنتاج والشبكات الحيوية.
في المقابل، أعلن الجيش الأوكراني عن إسقاط 34 طائرة مسيرة خلال الليل، لكن معدل الاعتراض تراجع مقارنة بالليالي السابقة؛ ما يوضح أن الدفاع لم يعد سهلاً كما كان.
تحاول أوكرانيا الآن إعادة تشغيل الكهرباء والتدفئة بعد الهجمات، فيما توقفت القدرة التوليدية لدى إحدى شركات الطاقة بالكامل.
مئات المسيّرات والصواريخ أصابت المحطات الحرارية، مسببة انقطاعات واسعة في الكهرباء والتدفئة وإمدادات المياه، بينما أدت الضربات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية إلى انقطاع التيار عن أكثر من 20 ألف شخص قرب الحدود.
شركات محلية أعلنت أن الكهرباء ستُقطع بين 8 و16 ساعة يوميا في معظم أنحاء البلاد أثناء أعمال الصيانة وتحويل مصادر الطاقة.
وزيرة الطاقة، سفيتلانا غرينتشوك، وصفت ليلة السبت بأنها "من بين أصعب الليالي منذ بداية الحرب"، محذرة من احتمال استمرار الانقطاعات في كييف وعدد من المدن الأخرى.
تحذيرات تتوالى، تنذر بشتاء لا يشبه سابقيه، شتاء يلوّح بظلامٍ أطول وبردٍ أشد، يدقّ ناقوس الخطر في بلدٍ يقف على حافة الانقطاع الكامل.