معدات صينية تتسلل إلى صلب الصناعة العسكرية البريطانية الحديثة مثيرةً قلق العسكريين والخبراء على حد سواء.. صحيفة "تليغراف" كشفت أن الجيش البريطاني يعتمد على طابعات ثلاثية الأبعاد صينية في تصنيع طائرات مسيرة هجومية؛ ما أثار موجة قلق واسعة بين خبراء الأمن القومي.. الجنود استخدموا هذه الطابعات لإنتاج طائرات انتحارية نفّذت مهام هجومية في تجربة وصفها المسؤولون بأنها ناجحة للغاية.
المثير للجدل هو أن ضباطًا في الجيش يخططون لتدريب "فصائل كاملة" على استخدام هذه الطابعات؛ ما يمنحهم "إمدادًا شبه غير محدود" من الأسلحة لكن هذا التوجه أثار تحذيرات حادة من خبراء الدفاع معتبرين أن لندن قد تكون سلمت الصين "مفاتيح الباب الخلفي" لأنظمتها الدفاعية خصوصًا أن الحكومة الصينية صنّفت الطباعة ثلاثية الأبعاد كـ"صناعة إستراتيجية" تحصل على دعم حكومي واسع وهو ما يمكنه إلزام الشركات بمشاركة البيانات مع الحكومة بما في ذلك ملفات التشغيل والسجلات الزمنية.
المقدم ستيفن واتس قائد سرية بريطانية أكد للتلغراف فاعلية الطائرات المسيرة المصنّعة محليًّا مشيرًا إلى سرعتها العالية التي تصل إلى 190 ميلًا في الساعة وقدرتها على قطع 15 ميلًا قبل اعتراضها؛ ما يجعلها صعبة الإيقاف ويضاعف القوة القتالية للجيش ومع ذلك يرى خبراء أن الاعتماد على معدات صينية يأتي بدافع خفض التكاليف في وقت يشهد فيه الجيش عجزًا في ميزانيته يقارب 2.5 مليار جنيه إسترليني بينما يغفل الاستثمار في شركات بريطانية أو غربية أكثر أمانًا.
وفي ظل تصاعد التوترات حول علاقات بريطانيا مع الصين واتهامات التجسس الأخيرة و حظر شركة "هواوي" من شبكة الجيل الخامس في بريطانيا لـ"أسباب أمنية" حذر الخبراء من أن البيانات المستخرجة من هذه الطابعات قد تصل إلى روسيا ما يزيد مخاطر تسرب المعلومات الحساسة.
في المقابل نفت وزارة الدفاع البريطانية أي تهديد مباشر مؤكدة أن الطابعات غير متصلة بشبكات حساسة وأن الأمن القومي يحظى بأقصى درجات الحماية، إلا أن الخبراء يرون أن التجربة قد تكون خطأ إستراتيجيًّا قد يلاحق الجيش والحكومة لسنوات.