ليست مُكلّلة بالورود طريق الجيش اللبناني في رحلة نزع سلاح حزب الله، فمع ”مراوغة“ الميليشيا تظهر مطبات جديدة تؤخر مهمة، يصفها البعض أصلاً بشبه المستحيلة.
الجيش اللبناني ربط، بشكل صريح، إنهاء المرحلة الأولى من خطة نزع السلاح في جنوب نهر الليطاني، بانسحاب إسرائيلي من النقاط الخمس المحتلة، ووقف الاعتداءات، وذلك بحسب ما أكدته مصادر لبنانية لـ“إرم نيوز“، وفي هذه الدعوة يظهر، جلياً، أن ملف نزع سلاح حزب الله، بالفعل عقدة سياسية - أمنية، وملتقى لتقاطع حسابات الداخل والخارج في آن معاً.
ويوضح الجيش اللبناني أن انتشار عناصره جنوب الليطاني مستحيل في ظل استمرار التوغلات الإسرائيلية، ما يجعل الانتقال إلى المرحلة الثانية من العملية غير قابل للتنفيذ.
وضمن خانة تجنب الصدام المباشر مع حزب الله يمكن إدراج طلب الجيش اللبناني المذكور، لاسيما مع تمسّك الميليشيا برفض تسليم سلاحها قبل انسحاب إسرائيلي من أراضٍ لبنانية، وتوقف العمليات ضد عناصرها، وهو أمر ترفضه تل أبيب أساساً، وتربط تنفيذه بإتمام تسلم الجيش اللبناني لنقاط الحزب العسكرية.
وبين ضغوط الداخل والخارج يجد الجيش اللبناني نفسه عالقاً، فمن جهة يضغط المجتمع الدولي، وبشكل أدق الولايات المتحدة، على الحكومة اللبنانية لتطبيق خطة حصر السلاح بيد الدولة، فيما أوكلت الحكومة له، أي للجيش، تنفيذ المهمة عبر اعتماد خطته في آب/ أغسطس الماضي، لُيطرح السؤال مجدداً: هل الجيش اللبناني وحده من يمتلك مفاتيح نزع سلاح حزب الله أم أن لجولات السياسة المكوكية الدور الأبرز؟