طرد جماعي وتأشيرات ملغاة.. نار كشمير تشتعل مجددا بين الهند وباكستان وتدق طبول الحرب النووية.
في تصعيدٍ خطير يُعيد إلى الأذهان مشاهد 2019، تدخل الهند وباكستان مجددًا إلى دائرة الخطر وجمر كشمير يوشك أن يتحول إلى نار مستعرة، ففي أعقاب الهجوم الدموي الذي أودى بحياة 26 مدنيا في الشطر الهندي من كشمير، انفجرت نيودلهي بالغضب.. قرار عاجل بإلغاء جميع التأشيرات الباكستانية، مطالبة كل المواطنين الباكستانيين بمغادرة البلاد خلال 72 ساعة فقط، أما الطيران، فقد أُغلق المجال الجوي أمام الطائرات الهندية، وفُرضت عزلة لم تعرفها الأجواء من قبل.
تصريحات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي جاءت غير مسبوقة في حدتها.. هدد بمطاردة المنفذين وشركائهم "إلى أقاصي الأرض"، متوعدا بأنهم سيدفعون ثمنا يفوق كل التصورات؟
رسائل تهديد لا تخطئها العين، والرد الباكستاني لم يتأخر كثيرا.. إسلام آباد ردت بلهجة لا تقل قسوة.. إغلاق الحدود، وتعليق جميع الاتفاقيات الثنائية مع الهند، وتحذير صارم من أن أي اعتداء على سيادتها سيُقابل بإجراءات حازمة وعلى مختلف الصعد، في إشارة مبطنة إلى أن السلاح النووي لن يكون بعيدًا عن الطاولة هذه المرة.
معاهدة تقاسم مياه أنهار السند، التي صمدت عقودا، بدأت تتآكل، والخطر الأكبر: أن أي محاولة لعرقلة تدفق المياه إلى باكستان قد تُفسر كعمل من أعمال الحرب.
اليوم كشمير ليست مجرد خلاف حدودي.. بل هي قنبلة موقوتة بين دولتين تملكان سلاحا نوويا، وتاريخا من العداء الدموي، فأي خطوة متهورة، وأي خطأ في الحسابات قد يُشعل المنطقة بأكملها، ويطلق شرارة مواجهة نووية لن تبقي ولن تذر.
العالم يراقب.. وكشمير تحبس أنفاسها.. فهل تتوقف ساعة الصدام قبل فوات الأوان؟ أم أن فوهة البركان ستلفظ نارها في لحظة لا يتوقعها أحد؟