وزير الخارجية المصري يحذر من خطورة توسع العمليات العسكرية في غزة واستمرار استخدام التجويع كسلاح
مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وظهور بوادر وقف الحرب الروسية الأوكرانية، حاولت القوات الأوكرانية فرض واقع ميداني جديد عبر شن هجوم مضاد في مقاطعة كورسك الروسية، التي كانت توغلت فيها خلال الأشهر الماضية. إلا أن هذه المحاولة لم تحقق أهدافها، حيث تمكنت القوات الروسية من إجهاض الهجوم والسيطرة على الموقف، في مشهد عسكري يؤكد استمرار التصعيد الميداني رغم المساعي الدبلوماسية المرتقبة.
وكان الهدف الأساس للهجوم الأوكراني هو إيقاف التقدم الروسي والاحتفاظ بجزء من الأراضي الروسية المحتلة لحين بدء المفاوضات المنتظرة، بحيث تمتلك كييف ورقة ضغط استراتيجية. إلا أن القوات الروسية بدت مستعدة لهذا السيناريو، إذ اتخذت تدابير وقائية حالت دون نجاح الاختراق الأوكراني.
اعتمدت القوات الروسية على طائرات مسيرة هجومية متطورة مزودة بتقنية التحكم عبر الألياف الضوئية؛ ما جعلها محصنة ضد الحرب الإلكترونية الأوكرانية. ساعدت هذه الطائرات في تدمير الأرتال الأوكرانية المتقدمة ومنع أي اختراق فعلي للخطوط الروسية.
ولم يكن التفوق التقني الروسي هو السبب الوحيد لفشل الهجوم الأوكراني، فقد افتقر التخطيط العسكري الأوكراني إلى التنويع في المحاور الهجومية، فركزت كييف هجومها من محور واحد جنوب مدينة سودجا؛ ما جعل القوات الروسية قادرة على صد التقدم بفاعلية.
كان بإمكان القوات الأوكرانية تحقيق مكاسب أكبر لو أنها هاجمت بالتزامن من محور غيوفو (جنوب غرب سودجا)؛ ما كان سيضع القوات الروسية في كماشة مزدوجة، ويجعلها أمام موقف دفاعي حرج. إلا أن التركيز على محور واحد فقط مكّن الجيش الروسي من احتواء الهجوم بسهولة وشن هجوم مضاد جعل القوات الأوكرانية عالقة في جيب قتالي خطير.
بعد إيقاف الهجوم الأوكراني، لم تكتفِ موسكو بالدفاع فقط، بل بادرت إلى شن هجوم معاكس جعل القوات الأوكرانية المتقدمة في وضع دفاعي صعب؛ ما قرّب روسيا أكثر من تحقيق هدفها الأساس، وهو تطويق القوات الأوكرانية واستعادة الأراضي في كورسك.