في جزيرة بورتوريكو، وعلى بعد نحو 500 ميل من سواحل فنزويلا.. تستعد قاعدة أمريكية مهجورة منذ أكثر من عقدين لدخول مرحلة إعادة البناء على عجل كجزء من تعزيز عسكري أمريكي غير مسبوق في الكاريبي.
Roosevelt Roads Naval Station تلك القاعدة المهجورة التي كانت واحدة من أكبر القواعد البحرية الأمريكية في الكاريبي خلال الحرب الباردة عادت إلى واجهة الأحداث مجددًا بعد بدء أعمال التجديد للممرات الجوية والمهابط. هذا التحرك في القاعدة لا علاقة له بالإغاثة من الكوارث كما كانت الولايات المتحدة تفعل سابقًا عند إرسال قواتها إلى الكاريبي لأغراض إنسانية... فما يحدث الآن على أرض القاعدة المهجورة يُقرأ وفق مسؤولين أمريكيين بأنه إعداد لعمليات محتملة داخل فنزويلا.
لم يكن اختيار القاعدة عشوائيًا، فموقعها يوفر مساحة ضخمة لتجميع المعدات، ويعد نقطة انطلاق لوجستية مثالية نحو فنزويلا، حيث لعبت هذه القاعدة في الثمانينيات والتسعينيات دورًا في دعم القوات الأمريكية في مكافحة شبكات المخدرات، واستخدمت القاعدة لإيواء السفن الحربية وصيانة المعدات الثقيلة، ما جعلها مركزًا لوجستيًا رئيسًا للقوات البحرية الأمريكية في المنطقة الكاريبية قبل إغلاقها عام 2004؛ بسبب تكاليف التشغيل العالية والضغوط المحلية.
اليوم وبعد مرور كل هذه السنوات، عادت الحركة العسكرية للقاعدة وسط مشهد شهد فيه الكاريبي تعزيزًا عسكريًا أمريكيًا يتضمن مدمرات بحرية، وقوات مشاة البحرية الأمريكية، وطائرات مقاتلة، وضربات جوية توجه ضد سفن تقول واشنطن إنها تنقل مخدرات من فنزويلا، إلا أن المحللين يرون أنه إرساء لموقع أمريكي جديد في الحوض الكاريبي، من شأنه تغيير معادلات النفوذ في المنطقة.