لم تكن عائلة غارسيا تتوقع أن تنقلب حياتها في لحظة، رأسا على عقب.
رجل في نهاية العشرينيات، زوج لسيدة أمريكية وأب لطفلين، مقيم شرعيّ في ميريلاند، يعيش حياته البسيطة... وجد نفسه فجأة، بلا مقدمات، معتقلاً، ثم مُرحَّلًا إلى أحد أكثر السجون تشددًا في السلفادور
مشهد درامي لا تنقصه الغرابة.. قلوب ممزقة، وقضاء يُنصف، لكن قرار السياسة يأبى أن يُنصت.
المحاكم الأمريكية حكمت لصالحه، وقالت إن ترحيله "خاطئ" وغير قانوني، لكن إدارة ترامب رفضت تنفيذ الأحكام، وأطلقت حملة تحقيقات حول خلفيته وسجله الأمني، في محاولة لتبرير موقفها.
في المقابل، يكافح فريق من المحامين وعائلة غارسيا لإثبات براءته، بينما يواجه البيت الأبيض ضغوطاً سياسية وقانونية متصاعدة.
السيناتور الديمقراطي "فان هولين" سافر إلى السلفادور، وحاول زيارة غارسيا داخل السجن، لكن تم منعه. ومن أمام الأسوار قال: "هذا الرجل بريء... ويجب أن يعود إلى عائلته".
القضية تحوّلت إلى معركة بين الديمقراطيين والجمهوريين حول سياسة الترحيل، واحترام أحكام القضاء، ومعايير العدالة.
بينما يُصر البيت الأبيض على أنه لا يمكن تجاهل التهديدات المحتملة، يُذكّر الديمقراطيون بأن القضاء قال كلمته... وغارسيا يجب أن يعود.
وسط هذه العاصفة، أصبحت قضية غارسيا مرآة تعكس الانقسام العميق في أمريكا حول ملف الهجرة والعدالة وحقوق الإنسان.