بين أروقة السياسة والأمن في تل أبيب، يعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترتيب أوراق الشاباك بطريقة مثيرة للجدل، بعد إعلان مكتب نتنياهو تعيين ديفيد زيني رئيساً جديداً للجهاز الأمني الداخلي "الشاباك"، عقب مصادقة الحكومة بالإجماع على قراره.
من المقرر أن يتسلم زيني البالغ من العمر (51 عاماً) مهامه رسمياً في 5 أكتوبر الجاري خلفاً لرونين بار الذي شهدت ولايته توترات مستمرة مع نتنياهو، وانتهت باستقالته بعد فشل الجهاز في منع هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
التعيين أثار جدلاً واسعاً منذ البداية لا سيما بعد تحذيرات المستشارة القضائية للحكومة جالي بهاراف-ميارا من تضارب محتمل في المصالح؛ نظراً لتحقيقات يجريها الشاباك مع عناصر من طاقم نتنياهو نفسه..
انتقد البعض اختيار رئيس الوزراء مرشحا من خارج الجهاز على خلفية هذه الملابسات، معتبرين الخطوة "طعنة في الظهر" للشاباك و"إذلالاً متعمداً" لرونين بار.
لكن نتنياهو دافع عن قراره، مؤكداً أن المرحلة التالية لما بعد 7 أكتوبر تتطلب قيادة جديدة، مشيداً بما وصفه بـ"تفكير زيني المستقل" وقدرته على التعامل مع التحديات الأمنية المعقدة..
ديفيد زيني، الذي شغل سابقاً مناصب رفيعة في الجيش الإسرائيلي، يُنظر إليه على أنه شخصية قوية ومستقلة قد تكون قادرة على إعادة تشكيل الجهاز وتوجيهه نحو أهداف نتنياهو الاستراتيجية وسط ضغوط سياسية وأمنية غير مسبوقة.