في خطوة مهمة تعكس تغيرات إستراتيجية في السياسة الأمريكية تجاه الصراع السوري كشفت إدارة الرئيس جو بايدن عن 4 شروط رئيسة لتعاملها مع الفصائل السورية المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” التي كان لها دور بارز في إزاحة النظام السوري.
هذه الشروط التي جاءت في تصريحات مسؤولين أمريكيين لـ (إرم نيوز) تعد جزءاً من نقاشات مستمرة داخل الفريق الأمني للإدارة حول شكل العلاقة المستقبلية مع هذه الفصائل.
أولها قطع شريان الإمداد لحزب الله الممتد من طهران إلى بغداد مروراً بدمشق وصولاً إلى بيروت، هذا الشرط يهدف إلى تحجيم قدرة الحزب على إعادة تسليح نفسه وتعزيز قدراته القتالية خصوصاً مع استغلاله للوضع الراهن في سوريا لتحضير أي مواجهة محتملة مع إسرائيل.
أما الشرط الثاني بحسب ما أكده المسؤولون هو ضمان أمن إسرائيل والجيران المباشرين لدمشق.. ويتضمن هذا البند منع انتقال أسلحة النظام السوري إلى جماعات قد تشكل تهديداً للأمن الإقليمي ما يعزز الاستقرار على الحدود.
أما الشرط الثالث يتمثّل بالقضاء على احتمال عودة تنظيم داعش إلى الساحة السورية أو ظهور جماعات إرهابية جديدة في ظل الفوضى وغياب المؤسسات الأمنية و هذا الشرط يُعتبر جزءاً أساسياً من الجهود الأمريكية لتحقيق استقرار طويل الأمد في سوريا.
ويتمثل الشرط الرابع في حماية القوات الأمريكية الموجودة في شرق سوريا والتي تعمل ضمن التحالف الدولي لمحاربة داعش وتشير الإدارة إلى أن أمن هذه القوات يعد أولوية كبرى في تقييمها لمدى التزام الفصائل بتعهداتها الأمنية.
وفي هذا السياق .. أكد المسؤولون الأمريكيون أن النقاشات الحالية تدور حول كيفية دمج هذه الفصائل في رؤية جديدة للمنطقة، إذ يمكن أن تلعب دوراً حيوياً في إعادة بناء سوريا.. ولكن هذا الدور سيظل مشروطاً بالتزام هذه الفصائل بالشروط الأمريكية فهي ليست مجرد مطالب أمنية بل تمثل جزءاً من إستراتيجية أمريكية واسعة تهدف إلى إعادة رسم الخريطة الإقليمية لصالح الولايات المتحدة وتقليص نفوذ الأطراف المناوئة.. وترى الإدارة الأمريكية أن التنسيق مع دول مثل تركيا وقطر وجيران سوريا سيكون ضرورياً لإنجاح العملية السياسية وضمان مستقبل جديد يعكس تطلعات الشعب السوري.