في موقف يليق بعناوين الصحف الكبرى، ألقى إيلون ماسك، رجل الأعمال المتقلب والملياردير الذي لا يهاب العواصف، قنبلة إعلامية مدوية اخترقت جدار الصمت وأربكت موازين اللعبة السياسية في واشنطن.
فمن خلال تغريدة قصيرة على منصته "إكس"، أعلن ماسك بصوت لا يخلو من التحدي: "حان الوقت لإسقاط القنبلة الكبرى... دونالد ترامب موجود في ملفات إبستين"، قاصداً تلك الوثائق الملعونة التي ظلت لعقود تطارد ضمائر النخبة الأمريكية دون أن ترى النور كاملة.
لم يكتفِ ماسك بهذه الإشارة النارية، بل أرفقها بتحذير ضمني، واعداً بظهور الحقيقة، مهما طال الانتظار. جاءت كلماته كلطمة على وجه الصداقة التي جمعت بينه وبين ترامب، والتي تحولت في الأيام الأخيرة إلى حلبة صراع حامية، على خلفية خلافات سياسية وقانونية تتعلق بمشروعات إصلاحية لم ترق لطموح ماسك، وعلى رأسها مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي اعتبره ماسك "نكسة للكفاءة" التي طالما دعا إليها.
ومع تصاعد هذا السجال، خرج البيت الأبيض بتصريح مقتضب، يحمل نبرة تبرير واستهانة، لكنه لم يُطفئ نار الأسئلة. فهل كان ماسك يملك أوراقاً حقيقية؟ أم أن ما جرى لم يكن غير مناورة ذكية في توقيت بالغ الحساسية؟
وسط الغموض، تظل ملفات إبستين، حاملة في طياتها فضائح جنسية مروعة، التي تضم أسماءً تتردد همساً في الأروقة، حبيسة الأدراج، كأنها لعنة معلقة في سقف العدالة.
