بين عشية وضحاها تحولت مدينة أثينا الهادئة إلى ساحة قتال حقيقية..وثقت عدسات الهواتف ومقاطع الفيديو الصادمة ليلة رعب عاشها سكان العاصمة اليونانية.. فما القصة؟
حشود غاضبة ومسلحة بقنابل المولوتوف حولت جزءاً من المدينة وبالتحديد حي إكسارشيا إلى منطقة حرب، حيث اشتعلت النيران في السيارات وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود في السماء، فيما اشتبك المتظاهرون بعنف غير مسبوق مع شرطة مكافحة الشغب التي ردّت بالغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، لكن الأمور خرجت عن السيطرة تماماً.
21 سيارة اشتعلت فيها النيران، 5 منها تفحّمت بالكامل، وامتدت ألسنة اللهب إلى مبانٍ سكنية ومحال تجارية.. واضطر السكان إلى الهرب بعدما اندلع حريق في مدخل مبنى بشارع إيمانويل بنكي، فيما سارعت فرق الإطفاء لإنقاذ الموقف وسط النيران والفوضى.
وسط استمرار الاشتباكات استخدمت الحشود صناديق القمامة المشتعلة كحواجز في مواجهة الشرطة، فيما كانت مشاهد السيارات المتفجّرة تُبث على الهواء ووجوه السكان المذعورين تراقب المشهد من خلف النوافذ.
صحيفة "ذا صن" قالت إن 72 شخصاً اعتقلوا، وضابط شرطة أُصيب، فيما تحقق السلطات في خلفيات هذه الأحداث الدامية.
مع ساعات الفجر الأولى انتهت أعمال الفوضى، والأكيد أن ما حدث ليس معزولاً عن خلفية أعمق من الغضب الشعبي المتراكم، إذ يُشتبه في أن هذه الأحداث مرتبطة بكارثة القطار التي هزّت البلاد عام 2023 والتي راح ضحيتها عشرات الأبرياء، ولا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على الحكومة وشركة السكك الحديدية التي تم استهدافها قبل يوم بهجوم بالقنابل، في رسالة واضحة بأن الغضب لم يهدأ بعد وبأن أثينا قد لا تكون قد شهدت آخر ليالي النار.