تحضيرا لمواجهة محتملة مع إسرائيل، ونزولا عند تطورات إقليمية قوضت نفوذ إيران بالمنطقة، تبدو اليوم بغداد وجهة رئيسة في استراتيجية طهران، حيث تؤكد التقارير العبرية، آخرها تقرير هيئة البث الإسرائيلية، أن إيران ترمي بكل ثقلها في العراق، عبر التسليح والتنسيق مع الفصائل التابعة لها.
ووفق الاستخبارات الإٍسرائيلية، تعمل طهران مؤخرا على مضاعفة دفعها لفصائل مثل كتائب حزب الله العراقية والمكونات الأخرى التابعة للحشد الشعبي نحو امتلاك صواريخ وطائرات مسيرة، على أن تتحضر هذه القوات لضرب مواقع إسرائيلية انطلاقا من العراق، وهي فصائل متفرقة يبلغ تعدادها مجتمعة أكثر من 50 ألف مقاتل وفق تقرير "تايمز أوف إسرائيل" الصادر عام 2025، بينما تشير التقديرات إلى أنها تمتلك ترسانة واسعة من الصواريخ والمسيرات الجاهزة للاستخدام ضد إسرائيل.
وفي وقت تشير فيه بعض التقديرات إلى أن الهجمات المنسوبة لفصائل مدعومة من إيران في العراق ازدادت في عام 2024 بنسبة 70% مقارنة بعام 2023، يؤكد تقرير صادر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن عدد الهجمات المُسجلة من قبل فصائل عراقية مدعومة من إيران ضد إسرائيل ارتفع من 6 هجمات في أغسطس 2024 إلى 37 هجمة في سبتمبر ثم إلى 111 هجمة في أكتوبر.
هي صورة تعكس فكرة بدأت تتبلور أكثر مع الوقت، ومفادها بأن إيران اختارت العراق كمسرح بديل عن سوريا ولبنان حاليا، حيث تطور بنيتها التحتية في البلاد، وتجعل منه منصة تهديد يمكن توجيهها نحو إسرائيل، كما أن انتشار القواعد الأمريكية في العراق، يمنح طهران ورقة ضغط مزدوجة فهي لا ترد فقط على إسرائيل، بل تلوح بإمكانية تهديد المصالح الأمريكية في حال توسع التصعيد.