من زوجة خجولة إلى زعيمة لا تُقهر.. أول امرأة تصل إلى رئاسة الوزراء في بنغلاديش خالدة ضياء تُودع الحياة بعد عقود من المواجهات السياسية، والسجون، والخصومات المريرة، فمن هي المرأة التي هزت بنغلاديش؟
ولدت ضياء في 15 أغسطس 1945، وكانت في البداية زوجة خجولة وأمًا مخلصة، قبل أن تتغير حياتها بعد اغتيال زوجها ضياء الرحمن في محاولة انقلاب عسكري عام 1981.. بعد 3 أعوام، تولت رئاسة الحزب الوطني البنغلاديشي، واستمرت في قيادة البلاد نحو أهداف إصلاحية شملت تحويل النظام الرئاسي إلى برلماني، ورفع القيود عن الاستثمار الأجنبي، وجعل التعليم الابتدائي إلزاميًا ومجانيًا.
دخلت خالدة معترك السياسة بصلابة، متحالفة في البداية مع الشيخة حسينة في انتفاضة شعبية أطاحت بالحاكم العسكري حسين محمد إرشاد عام 1990، قبل أن يتحول التحالف إلى صراع سياسي طويل بينهما.. تولت رئاسة الوزراء لأول مرة عام 1991، وعادت بعد خسارتها عام 1996 لتقود البلاد مرة أخرى، رغم التحديات الأمنية والاتهامات بالفساد التي لاحقتها هي وعائلتها.
على الرغم من سنوات السجن والإقامة الجبرية منذ 2006، ظل حزبها يحتفظ بدعم شعبي كبير، ويستعد نجلها طارق رحمن للعودة إلى سدة الحكم بعد قرابة 17 عاماً من المنفى الاختياري.
اليوم عن عمر 80 عاماً ترحل خالدة بعد صراع طويل مع المرض، إذ كانت تعاني من تليف متقدم في الكبد والتهاب المفاصل والسكري ومشاكل في القلب والرئة، ما اضطرها للتوجه إلى لندن في مطلع 2025 لتلقي العلاج لمدة 4 أشهر قبل أن تعود إلى البلاد.
وفاة خالدة ضياء تُغلق صفحة مهمة من تاريخ السياسة البنغلاديشية، صفحة مليئة بالصراع، والتحديات، والانتصارات، لتبقى رمزاً للمرأة التي حطمت القيود الاجتماعية لتصل إلى أعلى سلطة سياسية في بلدها.