في تطور عسكري خطير، تتجه إسرائيل نحو تنفيذ هجوم بري واسع النطاق على الأراضي السورية، بدعم من عناصر درزية داخل صفوفها، بحسب مصادر دبلوماسية غربية نقلت عنها "إرم نيوز"، في وقت أعلنت فيه إذاعة الجيش الإسرائيلي نقل فرقتين عسكريتين إلى منطقة الجولان وسوريا.
هذا الهجوم المرتقب يأتي بعد موجة غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع للجيش السوري في محافظة السويداء، وامتدت لتطال قلب العاصمة دمشق باستهداف مباشر لمبنى هيئة الأركان، وأجزاء قريبة من القصر الجمهوري.
المعطيات، وفق المصادر، تشير إلى أن العملية لن تقتصر على الغارات الجوية فقط، بل ستشهد إنزالا جويا وتوغلات برية قد تصل إلى عمق 60 كيلومترا، لتشمل مناطق استراتيجية مثل القنيطرة ودرعا وصولا إلى مشارف دمشق، في ما يوصف بأنه محاولة إسرائيلية لضرب نقاط قوة الجيش السوري، وتثبيت وجودها العسكري في الجنوب السوري.
المثير في الأمر هو استغلال إسرائيل للتموضع الدرزي ضمن استراتيجيتها، إذ عبَر العشرات من الدروز الإسرائيليين الحدود للدفاع عن أبناء طائفتهم في السويداء، بعد دعوة صريحة من الزعيم الروحي الدرزي موفق طريف لتعزيز الهجوم والدفاع عن "أشقائهم" في سوريا، ما يكشف عن بُعد طائفي يرتبط بمشروع جغرافي أكبر.
هذا المشروع، المعروف باسم "ممر داوود"، يهدف إلى إقامة ممر استراتيجي يمتد من مرتفعات الجولان المحتلة، مرورا بدرعا والسويداء، وحتى الحدود السورية-العراقية، ليكون ركيزة أساسية في رؤية إسرائيل لتغيير خريطة الشرق الأوسط، وتأمين موارد حيوية مثل النفط والمياه، في إطار ما يُعرف بمفهوم "إسرائيل الكبرى".
تصاعد هذه العمليات، التي بدأتها إسرائيل عمليا منذ ديسمبر 2024 بعملية "سهم باشان"، يؤشر إلى دخول مرحلة جديدة من التصعيد العسكري في سوريا، قد تعيد رسم موازين القوى في المنطقة، وتزيد هشاشة الوضع السوري الداخلي، مع تداعيات إقليمية لا يمكن تجاهلها.