رجل غامض يحرك خيوط القوة داخل ريال مدريد، يصفه المقربون بأنه اليد اليمنى لفلورنتينو بيريز وصانع الظلال في القلعة البيضاء. اسم ظل مخفيا لسنوات، قبل أن يعود إلى الواجهة بقوة، أنس الغراري.
عاد اسمه ليتصدر المشهد بعد تداول أنباء عن نية بيريز التنحي عن رئاسة النادي قريبا، رغم أن فترته تمتد حتى 2028. ورغم نفي المقربين من الرئيس لأي حديث عن الاستقالة، إلا أن مواقع التواصل اشتعلت في محاولة لفك لغز هذا الرجل الذي يقف في الخلف.
صحيفة ماركا كشفت أن الغراري، المغربي الأصل الفرنسي الجنسية، أصبح من أهم العقول التي تتحكم في القرارات الكبرى داخل ريال مدريد، بل وفي مشاريع بيريز الاستثمارية خارج عالم الكرة. الرجل الأربعيني هو المهندس المالي لفكرة السوبر ليغ عام 2021، وصاحب التصور الذي كان سيمنح ريال مدريد 400 مليون يورو من الأرباح، اعتمادا على خلفيته العميقة في الرياضيات المالية.
قصة الغراري بدأت من الدار البيضاء، حيث نشأ وتعلم قبل أن ينتقل إلى باريس لدراسة الهندسة والرياضيات المالية. وفي عام 2011، تولى افتتاح فرع لشركة بنكية في مدريد، وكانت تلك اللحظة التي بدأ فيها الاقتراب من فلورنتينو بيريز، خاصة أن والده كان صديقا قديما لرئيس ريال مدريد. وبعد وفاة الأب، لم تنقطع العلاقة أبدا، رغم سنوات إقامة الغراري الطويلة في فرنسا.
منذ ذلك الوقت، تسلل الغراري إلى أقرب دوائر صنع القرار، وانضم إلى مشاريع بيريز الاستثمارية مثل مجموعة ACS، ولعب دورا حاسما في تمويل وتجديد ملعب سانتياغو برنابيو. بل إن تأثيره وصل إلى حد محاولة مساعدة برشلونة ماليا في ذروة أزمته، رغم العداء التاريخي بين الناديين.
ورغم هذا النفوذ الطاغي، لا يشغل الغراري أي منصب رسمي، رجل يفضل العيش في الظل، حيث تصاغ القرارات بهدوء بعيدا عن الأضواء.
موقع "ريليفو" أكد أن بيريز نادرا ما يصغي لأحد، وأن قلة فقط تحظى بثقته: خوسيه أنخيل سانشيز، مانولو ريدوندو، وجوني كلافات، لكن الغراري أصبح الأكثر تأثيرا بينهم، والمسؤول الأول عن الملفات المالية الحساسة داخل النادي.
الموقع كشف أن الغراري هو المؤسس الفعلي لشركة A22، الذراع التي كانت تدير وتروج لمشروع السوبر ليغ. وهو الرجل الذي جاب أوروبا في جولات تفاوضية لإقناع مُلاك الأندية الكبرى بالمشروع.
وبرغم هذا الحضور القوي، يظل الغراري الأكثر تحفظا وغموضا، رجل لا يريد أن يعرف، لكن وجوده داخل قلعة مثل ريال مدريد جعل اسمه ينكشف شيئا فشيئا، واليوم هو المرشح الأول لتولي إدارة الملكي.
