في تحوّل غير مسبوق في الخطاب السياسي الإسرائيلي، أعلن وزير الخارجية جدعون ساعر أن السيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان تمثّل الشرط الذهبي لأي اتفاق تطبيع محتمل مع سوريا. هذا التصريح، الذي نُقل عبر قناة "آي نيوز 24"، يأتي في وقت تتكثف فيه المؤشرات على حوار مباشر بين الطرفين، برعاية أميركية واضحة، وبمشاركة فاعلة من الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
يبدو أن الجولان، الذي كان دومًا نقطة صدام، بات الآن مركز التفاوض. فبينما تصر إسرائيل على بقاء سيطرتها، تنقل القناة ذاتها عن مصدر سوري مطّلع أن أي اتفاق سيشمل انسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا، حتى من مناطق استراتيجية مثل قمة جبل الشيخ. ومع غموض مصير السيادة، يُطرح خيار "حديقة السلام" كحل رمزي، لا يلغي مطلب دمشق التاريخي باستعادة الأرض، ولا يتجاهل مطلب تل أبيب بالأمن والسيطرة.
المعطيات الميدانية خلال الحرب الإيرانية – الإسرائيلية الأخيرة غيّرت المشهد؛ استخدام إسرائيل للأجواء والأراضي السورية لمهاجمة إيران، خلق تقاطع مصالح ظرفي بين دمشق وتل أبيب. هذا الواقع، وفق تحليلات أمنية، مهّد لتواصل مباشر يومي، أكده تساحي هنغبي، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، في جلسة مغلقة بالكنيست.
وفي ظل هذا التصعيد الدبلوماسي، تتحدث دوائر القرار الإسرائيلية عن “نافذة تاريخية” لإبرام اتفاق مع سوريا، وربما لبنان أيضًا، ضمن زخم "الاتفاقيات الإبراهيمية".
لكن السؤال يظل قائمًا: هل يتنازل الرئيس أحمد الشرع فعليًا عن السيادة السورية على الجولان مقابل تطبيع شامل؟ أم أن ما يجري مجرد اختبار لردود الفعل المحلية والإقليمية قبل الدخول في صفقات كبرى؟