الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
بوتين والوحش النووي.. تجربة الصاروخ الروسي "بوريفيستنيك" لم تكن مجرد اختبار تقني، بل رسالة سياسية موجهة للعالم.. روسيا في قلب تصعيدها العسكري على أوكرانيا، اختبرت صاروخا يُعلن عن نفسه كأداة استراتيجية قادرة على تجاوز أي دفاعات جوية تقليدية، لكن الحقيقة وراء هذه التجربة أكثر تعقيدا.
هذا الصاروخ الذي يعمل بالطاقة النووية يمثل دمجا بين التكنولوجيا المتطورة والرسائل الرمزية، فروسيا لا تخفي هدفها عبر استعراض القوة، وإرسال إشارات لكل من واشنطن وأوروبا، وإعادة رسم قواعد الردع النووي في زمن يزداد فيه الاعتماد على الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة لكن الواقع ليس مبهرجا كما يبدو.
هناك تحديات تقنية ضخمة تواجه المشروع وتجارب سابقة للصاروخ أدت إلى انفجارات غير متوقعة.. بمعنى آخر بوتين قد يكون يراهن على القدرة الإعلامية والاستراتيجية أكثر من القدرة العملية الفعلية على نشر سلاح جاهز للمعركة.
في الوقت نفسه هذه التجربة تندرج ضمن استراتيجية مزدوجة.. تصعيد الحرب التقليدية في أوكرانيا، واستعراض القوة النووية على المستوى العالمي.. الصاروخ لا يهدد فقط الدفاعات الأوروبية، بل يضع السؤال الأكبر.. كيف سيوازن الغرب بين الردع العسكري والدبلوماسي، بينما موسكو تكشف عن وحشها النووي؟
التجربة الروسية ليست مجرد اختبار صاروخي، إنها رسالة متعددة لاستعراض القوة، والتحذير من العقوبات، وإظهار أن روسيا مستعدة لتغيير موازين الردع العالمي.
وحش بوتين النووي ليس مجرد صاروخ، بل استراتيجية كاملة مبنية على الرعب، والتقنية، والسياسة، في لحظة تنهار فيها القنوات الدبلوماسية، ويتصاعد سباق التسلح إلى مستوى جديد من الخطورة.