بعدما كان يُستقبل بكل أشكال الحفاوة الأمريكية من الرئيس السابق جو بايدن وإدارته، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستقبل هذه المرة عاصفة انتقادات من سيد البيت الأبيض الجديد، فما الرسالة التي يريد دونالد ترامب إيصالها؟ وهل سيصمد زيلينسكي أمام سهام انتقادات ترامب؟
"ديكتاتور بلا انتخابات، وهو من بدأ الحرب".. بهذا الشكل انهال ترامب بكلماته المطعمة بالسخرية على زيلينسكي، الذي كان قد قال إن الرئيس الأمريكي وقع في شبكة من المعلومات المضللة من روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا، حيث تصاعد التبادل الحاد في التصريحات بينهما بعد اجتماع مسؤولين أميركيين وروس لبدء محادثات بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض.
ترامب تمكن من إشعال غضب زيلينسكي بقوله إن الأخير هو من بدأ الحرب، في تصريح من بين تصريحات حادة كثيرة وصفها المحللون بأنها إشارة واضحة إلى تدهور العلاقات بين الحليفين في وقت حرج من الحرب الروسية الأوكرانية، ومن وجهة نظر صحيفة نيويورك تايمز، فإن الخلاف المتعمق بين الطرفين قد يهدد بإضعاف الموقف الأوكراني وإن تركيز ترامب على حصول بلاده على تعويضات عن المساعدات العسكرية والمالية على مدى ثلاث سنوات من الحرب قد يؤدي إلى وقف أي حزمة مساعدات مستقبلية لأوكرانيا التي لطالما اعتمدت على الإمدادات الأمريكية المنتظمة من أسلحة الدفاع الجوي والقذائف وأنواع أخرى من الذخيرة لدعم حربها ضد روسيا، وهو تطور علّق عليه الجنرال كيريلو بودانوف، رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية قائلا:" لنكن صادقين: دون الولايات المتحدة، سيكون الأمر صعبًا للغاية بالنسبة لنا".
زيلينسكي الذي كان "ممثلًا كوميديًا ناجحًا بشكل متواضع تمكن من إقناع الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار على حرب لا يمكن كسبها، ولم يكن من الضروري أن تبدأ" هذا ما قاله ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال الذي تضمن تهديدًا واضحًا لنظيره الأوكراني بأنه يجب أن يتحرك بسرعة وإلا "لن يبقى له بلد" وهذه تصريحات لا تشبه الدبلوماسية المتوازنة التي يحاول المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا وروسيا الجنرال كيث كيلوج العمل ضمن إطارها في زيارته لكييف، ما يعكس الوضع المعقد والحالة المتوترة التي تخيم على العلاقة الثنائية بين البلدين ..