من قلب آسيا الشرقية دولةٌ منعزلة سياسيا لكنها لا تُفوّت لحظة اشتعال إلا وتظهر فجأةً على الخط.. كوريا الشمالية تدخل على خط الحرب بين إسرائيل وإيران، وتصعّد كلاميا بلهجة نارية قد تُنذر بما هو أبعد من الإدانة.
في أول تعليق رسمي، وصفت كوريا الشمالية الضربات الإسرائيلية على إيران بأنها جريمة لا تُغتفر ضد الإنسانية، محذّرة من حرب شاملة جديدة قد تندلع في الشرق الأوسط، ملقية باللائمة على إسرائيل، والولايات المتحدة، والقوى الغربية.
بيونغ يانغ اتهمت الغرب بشكل مباشر بتأجيج الوضع، وقالت إن ما يحدث هو تدمير منهجي للسلام الإقليمي والعالمي، وإن إيران تمارس "حقها السيادي المشروع في الدفاع عن نفسها، لكن هل هو موقف رمزي عابر؟ أم تمهيد لحضور أكثر صخبا؟
هذه اللهجة الكورية، وفق مراقبين، قد تحمل إشارات خطيرة، فكوريا الشمالية، التي لطالما دعمت طهران في وجه واشنطن وتل أبيب، قد تكون بصدد استخدام هذا التصعيد لفرض حضورها في معادلة الشرق الأوسط، ولو بشكل غير مباشر.
ويُحتمل أن تشهد الأيام القادمة تحركات أعمق من بيونغ يانغ، سواء عبر رسائل دعم استراتيجية، أو تحريض إعلامي، أو حتى تسريبات استخباراتية لصالح إيران، تماما كما فعلت في نزاعات سابقة ضد المعسكر الغربي، فهل كانت هذه الإدانة مجرد بيان سياسي، أم أول دفعة في سلسلة خطوات كوريا شمالية ستعيد تشكيل بعض خطوط النار في حرب الشرق الأوسط؟
