في السماء، هناك إشارات لا تقل خطورة عن تلك التي تدور في الغرف المغلقة، وترجمة لهذا، فإن تحرك أسراب الطائرات الأمريكية بأعداد غير مسبوقة عبر المحيط الأطلسي هو حكما حدث يطرح الكثير من الأسئلة، ويُنذر ربما بحدث قد يبدل موازين المنطقة.
12 طائرة تزود بالوقود من طراز (KC-135) ستراتوتانكر ظهرت فجأة على رادارات أنظمة التتبع العالمية، مما يمثل واحدة من أكبر عمليات النشر من هذا النوع في الأشهر الأخيرة، حُول مسار بعضها من قاعدة "رايف ميلدنهال" في بريطانيا إلى قاعدة "بريستويك" بسبب الظروف الجوية، قبل أن تتوجه إلى قطر.
حشد جوي هائل، اكتسب أهمية أكبر بعدما تزامن مع قمة عسكرية سرية عُقدت في فرجينيا الأمريكية مع مئات الجنرالات والأدميرالات برئاسة ترامب، ما جعل من الصعب تصديق أن الأمر لا يتجاوز مجرد مناورة لوجستية.
فطائرات التزود بالوقود ليست دعماً ثانوياً، بل هي العمود الفقري لأي حملة بعيدة المدى، خصوصاً حين يتعلق الأمر بمنصات شبحية مثل إف-22 رابتور أو بي-2 سبيريت وغيرهما.
تاريخيا، كانت تحركات مشابهة تسبق ضربات كبرى، بل إن آخر عملية نشر بهذا الحجم وقعت قبل أيام قليلة من استهداف المنشآت النووية الإيرانية، واليوم.
ومع تصاعد التوترات حول الملف النووي الإيراني، يضع هذا الحشد الجميع أمام سؤال صعب، هل نحن أمام استعراض قوة، أم أن ساعة الضربة ضد إيران قد اقتربت؟
ما هو مؤكد أن أي هجوم أمريكي محتمل لن يمر بلا رد، وأن العملية قد تحول المنطقة في لحظات إلى ساحة مفتوحة على كل السيناريوهات، من تعطيل الملاحة وحتى اشتعال مواجهة إقليمية شاملة.
