تبني إسرائيل جيشا يقاتل بلا بشر، في تحول عسكري غير مسبوق تعلن من خلاله إنشاء ألوية كاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإدارة رقمية للمعركة، ضمن مشروع تقول تل أبيب إنه سيغيّر شكل المواجهة المقبلة مع إيران وميليشيا حزب الله.
ويقود هذه التحولات اللواء أفيعاد داغان، رئيس شعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تعمل الشعبة على دمج أنظمة بيانات فورية وتقنيات الطيف الإلكتروني لإعادة تشكيل إدارة المعركة. وتشمل الشعبة أربع وحدات رئيسية: الاتصالات القتالية، البرمجيات والمعلومات، الدفاع السيبراني، والطيف الإلكتروني.
وأكد مسؤولون عسكريون أن الكم الهائل من البيانات التي جمعها الجيش خلال العمليات في الشرق الأوسط مكّن من تطوير أدوات تحليل دقيقة قادرة على "تغيير قواعد اللعبة"، مشيرين إلى نجاح وحدات الطيف في التصدي لهجمات إيرانية وحوثية، بما فيها إسقاط طائرات مسيرة باستخدام تقنيات متقدمة.
وأوضح ضباط في الشعبة أن التكنولوجيا أصبحت "العنصر الحاسم" بعد إخفاق 7 أكتوبر، عبر تطوير أنظمة تمنع النيران الصديقة، وتحديد مواقع القوات بدقة في الميدان، بالإضافة إلى نسخ رقمية للبحر والجو والبر تسهّل إدارة العمليات ورفع كفاءة المعارك.
ويؤكد المسؤولون أن هذه التحولات التكنولوجية لم تقتصر على العمليات العسكرية فقط، بل شملت إدارة الجبهة الداخلية أيضا، حيث وصل تطبيق الجيش الرقمي إلى خمسة ملايين تحميل، مع نصف مليون مستخدم نشط يوميا، ما يعكس مدى الاعتماد المتزايد على البيانات والذكاء الاصطناعي في كل جانب من جوانب الدفاع الإسرائيلي.