من أقصى العالم، من برلين، ظهرت ظاهرة غريبة: مقاهي المقابر.
لم يعد الناس يزورون موتاهم بالبكاء، بل يجلسون قرب قبورهم يحتسون القهوة.
في حيّ “نيوكولن”، افتُتح مقهى 21 Gramm داخل مصلى قديم في مقبرة، تحيط به الأشجار، وتطل نوافذه على القبور.
تقول صاحبته: “هذا المكان يذكّرنا بأننا أحياء، لا العكس”.
وفي حيّ “ميته”، يقع مقهى Lisbeth داخل قاعة رعية تطل على مقبرة بروتستانتية، حيث يعيش الزائر تجربة تأمل هادئة في حضور الموت دون حزن.
دعمت السلطات هذه الفكرة؛ لأن المقابر أصبحت شبه خالية، فتحوّلت إلى مساحات للحياة.
إنه مثال لما يمكن تسميته اقتصادا غريبا: حين يصبح الغريب سلعة، والموت تجربة قابلة للتسويق.
العالم اليوم لا يبيع الراحة، بل يبيع الصدمة، والدهشة أصبحت رأس مال العصر الجديد.