أثار الهجوم الأخير من أسطورة كرة القدم الأمريكية، أليكسي لالاس، ضد الأرجنتيني ليونيل ميسي بسبب غيابه عن مباراة كل النجوم في الدوري الأمريكي لكرة القدم، تساؤلات عديدة حول مدى التزام ميسي بمشروعه مع إنتر ميامي.
هذا الهجوم جاء في الوقت الذي كانت فيه عروض مغرية، مثل عرض الأهلي السعودي، تنهال على بطل العالم، ففي ظل كل هذه العوامل، لماذا يظل ميسي متمسكًا بإنتر ميامي، مفضلاً إياه على عروض قد تبدو أكثر تنافسية أو مالية على الورق؟
طبيعة الدوري الأمريكي: راحة بدنية وتركيز مختلف
أحد الأسباب الرئيسة لتمسك ميسي بإنتر ميامي هو الضغط البدني الأقل للدوري الأمريكي، بخلاف الدوريات الأوروبية الكبرى التي تتطلب مجهودا بدنيا هائلا وضغطا متواصلا على مدار الموسم، يوفر الدوري الأمريكي بيئة أقل إرهاقا.
هذا الأمر يناسب ميسي في هذه المرحلة من مسيرته الاحترافية، حيث يمكنه الحفاظ على لياقته البدنية وتجنب الإرهاق الذي قد يؤثر على أدائه أو يزيد من خطر الإصابات، إنه يبحث عن بيئة تسمح له بالاستمتاع بكرة القدم دون الضغط البدني الهائل.
استقرار حياتي وتجنب التكيف في سن متقدمة
في عمر الثامنة والثلاثين، ليس من السهل على لاعب بحجم ميسي تجربة بيئة جديدة تماما تتطلب منه التكيف مع ثقافة مختلفة تماما، لغة جديدة، وأسلوب حياة مغاير.
لقد أمضى ميسي سنوات طويلة في أوروبا قبل أن ينتقل إلى ميامي، وهي مدينة ذات طابع لاتيني قوي يتناسب مع خلفيته الثقافية. التمسك بإنتر ميامي يجنبه عناء البحث عن مدرسة لأطفاله، أو تعلم لغة جديدة، أو البحث عن منزل في مدينة غريبة، الاستقرار الأسري والحياتي له أولوية قصوى بالنسبة له ولعائلته.
العوائد المالية: صفقة مربحة ومزايا مستقبلية
رغم أن عرض الأهلي السعودي كان ضخما، إلا أن ميسي يكسب أموالًا جيدة جدًا في إنتر ميامي، ليس فقط من راتبه الأساسي، ولكن أيضا من الشراكات مع شركات مثل أديداس وأبل، والتي تضمن له حصة من أرباح بيع القمصان واشتراكات خدمة البث.
هذا النموذج المالي المبتكر يوفر له عوائد مالية قد لا تقل عن العروض الأخرى على المدى الطويل، بالإضافة إلى فرص استثمارية ومستقبلية في سوق أمريكية ضخمة بدأ ميسي في استكشافها فعلًا عن طريق الاستثمار في المطاعم.
@eremsports رد فعل ميسي وأنتونيلا بعد ظهورهما في كاميرا القبلة خلال حفل كولدبلاي #sportsontiktok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
الأصدقاء والبيئة المألوفة: عامل الانسجام
لا يقتصر الأمر على الملعب فقط، فميسي يبني حوله في إنتر ميامي دائرة من الأصدقاء والزملاء الذين يعرفهم جيدا. انضمام لاعبين مثل سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا، ولويس سواريز ورودريغو دي باول ومن المحتمل أن ينضم لاعبون آخرون من الجيل الذهبي لبرشلونة، يعزز من شعوره بالراحة والانسجام داخل وخارج الملعب، هذا الجانب الاجتماعي والنفسي يلعب دورا كبيرا في سعادته واستقراره؛ ما ينعكس إيجابا على أدائه.
@eremsports نبيذ ليونيل ميسي يفوز بلقب الأفضل بين منتجات اللاعبين الشهيرة #sportsontiktok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
كأس العالم 2026: هدف استراتيجي
يعد قرب كأس العالم 2026 التي تستضيفها أمريكا الشمالية (بشكل رئيس الولايات المتحدة) عاملا استراتيجيا لميسي؛ إذ البقاء في الولايات المتحدة يمنحه فرصة ذهبية ليكون قريبا من أجواء البطولة، والمشاركة في الأنشطة الترويجية، وربما حتى الحفاظ على لياقته للمشاركة في البطولة الختامية لمسيرته الدولية.
تواجده في قلب الحدث الكروي الأكبر عالميا يوفر له مزايا لا تقدر بثمن من الناحية التسويقية والشخصية.
@eremsports تصرف ليونيل ميسي العظيم مع مشجع وحمايته من الأمن #sportsontiktok
♬ Beach Walk - Outer Circle
الأولوية للعائلة: قرار يعود للاستقرار الأسري
وأخيرا، كان لعامل الأسرة التأثير الأكبر على قرار ميسي؛ إذ لطالما أكد ميسي في تصريحاته أن قراراته المتعلقة بمسيرته الكروية تتأثر بشكل كبير بمصلحة عائلته واستقرارها.
ميامي توفر لأطفاله بيئة آمنة ومستقرة، ومدارس جيدة، وحياة اجتماعية مريحة، هذه العوامل مجتمعة تجعل من إنتر ميامي الخيار الأمثل له، حتى لو تطلب الأمر التضحية ببعض الجوانب التنافسية أو المالية الظاهرة على المدى القصير.
في المحصلة، قرار ميسي بالبقاء في إنتر ميامي ليس مجرد قرار رياضي أو مالي، بل هو مزيج معقد من الراحة البدنية، والاستقرار العائلي، والفرص المستقبلية، والقرب من حدث كروي عالمي.
إنه يختار بيئة تسمح له بالاستمتاع بكرة القدم والحياة بعد مسيرة حافلة، دون التنازل عن الطموح في تقديم مستويات مميزة.