يعيش الشارع الرياضي الهلالي حالة من الترقب الحذر ممزوجة بالثقة المعتادة، وذلك بالتزامن مع الأنباء المتواترة حول تعثر مفاوضات تجديد عقد "الموسيقار" البرتغالي روبن نيفيز، ورغبته التي باتت شبه معلنة في العودة إلى ملاعب القارة العجوز.
لكن التاريخ القريب والبعيد يخبرنا بحقيقة واحدة لا تقبل الجدل، وهي أن الهلال لا يتوقف عند اسم واحد مهما علا شأنه، وأن رحيل نجم كبير ما هو إلا إعلان عن قدوم من هو أفضل منه لاستكمال مسيرة الذهب.
مواصفات القرش القادم في وسط الميدان
لتحقيق أفضل سيناريو ممكن يجب أن تضع إدارة الزعيم خطة محكمة لاختيار خليفة نيفيز، لتتجاوز فكرة البحث عن الأسماء الرنانة فقط إلى البحث عن مواصفات فنية وشخصية دقيقة تضمن استمرار الهيمنة.
المعيار الأول الذي يجب أن يختاره صناع القرار هو عامل السن، إذ يجب أن تبحث الإدارة عن لاعب لم يتجاوز الثامنة والعشرين لضمان العطاء لسنوات قادمة وبناء مشروع طويل الأمد، وليس حلولاً ترقيعية لموسم أو اثنين، أما المعيار الثاني والأهم فهو الخبرة الأوروبية الثقيلة، فالفريق اعتاد على الجودة العالية ويحتاج للاعب تمرس على ضغط ليالي الأبطال ولا يهتز في المواعيد الكبرى.
ولا يحب أن تغفل الإدارة الجانب الشخصي، إذ يجب أن تشترط أن يمتلك القادم الجديد كاريزما القيادة في دائرة المنتصف، ليكون جنرالاً يوجه زملاءه ويضبط إيقاع اللعب كما كان يفعل نيفيز، مع شرط جوهري أخير وهو الرغبة الحقيقية في التواجد ضمن المشروع السعودي، ليكون حضوره عن شغف وطموح وليس مجرد محطة لجني المال قبل الاعتزال أو مجرد ترانزيت نحو العودة إلى أوروبا.
الجنرال البرازيلي برونو غيمارايش
يأتي اسم برونو غيمارايش، نجم نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، على رأس القائمة كأحد أبرز الحلول المثالية. اللاعب البرازيلي يجسد الشراسة في افتكاك الكرة والدقة في التمرير، وهو ما يجعله نسخة أكثر حدة من نيفيز.
ورغم تمسك ناديه به، فإن قوانين اللعب المالي النظيف في الدوري الإنجليزي قد تجبر نيوكاسل على بيع أحد نجومه لضبط الميزانية، وهنا تكمن فرصة الهلال للانقضاض على لاعب يملك الشخصية القيادية والعمر المناسب لقيادة وسط الزعيم.

الوريث الشرعي آلان فاريلا
بالنظر إلى تجربة نيفيز الناجحة القادمة من بورتو، يبرز اسم الأرجنتيني آلان فاريلا، دينامو خط وسط بورتو البرتغالي الحالي، كخيار للمستقبل.
هذا اللاعب الشاب يمتلك نضجاً تكتيكياً يفوق عمره، وقد أظهر مستويات مذهلة في الدوري البرتغالي ودوري الأبطال جعلته محط أنظار كشافة أوروبا.
فاريلا يمثل استثماراً حقيقياً لسنوات طويلة، وقدرته على الربط بين الخطوط تجعله البديل الفني الأقرب لأسلوب نيفيز، مع حيوية شبابية أكبر.
محارب الصحراء إسماعيل بن ناصر
عربياً وعالمياً، يظل الجزائري إسماعيل بن ناصر ورقة رابحة مطروحة بقوة، خاصة مع التخبطات الفنية والإدارية التي يعيشها ناديه ميلان الإيطالي والتي أدت إلى عدة إعارات محبطة.
بن ناصر ليس غريباً عن الأجواء التنافسية العالية، ويمتلك ميزة التأقلم السريع، بالإضافة إلى كونه مايسترو حقيقياً في التدرج بالكرة. وضعيته الحالية في ميلان قد تسهل مأمورية المفاوض الهلالي لجلبه، ليكون رمانة الميزان الجديدة في تشكيلة الأزرق.

الحلم الهولندي فرينكي دي يونغ
وإذا أراد الهلال ضربة معلم تهز سوق الانتقالات العالمي، فلا يوجد أفضل من الهولندي فرينكي دي يونغ، نجم برشلونة الإسباني.
ورغم أن الصفقة تبدو معقدة في ظل الحديث عن اتفاق وشيك على تجديد عقده، بيد أن الأزمة المالية المستمرة للنادي الكتالوني وراتبه الضخم هناك قد يفتحان الباب أمام خروجه.

دي يونع يمتلك قدرة إعجازية على الخروج بالكرة تحت الضغط والمراوغة في المساحات الضيقة، وهو ما سيمنح الهلال جودة فنية لا تضاهى في وسط الملعب.
الدبابة الفرنسية أوريلين تشواميني
الخيار الحلم الذي يراود الجماهير هو الفرنسي أوريلين تشواميني، لاعب ريال مدريد.
مع الشائعات المستمرة حول رغبة الملكي في تدعيمات جديدة بوسط الملعب مثل الإسباني رودري، قد تتاح فرصة تاريخية للتعاقد مع هذا الوحش البدني الذي يغلق المناطق الخلفية تماماً، ما يمنح حرية هجومية مطلقة لنجوم المقدمة في الهلال، ليكون هو السد المنيع الذي تتحطم عليه هجمات الخصوم.
